كشفت دراسة محلية أعدّها مركز الأبحاث في مدينة الملك فهد الطبية، عن مفاهيم خاطئة يتبناها الوالدان عن أبنائهما المصابين بالربو حول طرق العلاج والتعامل معه، والإهمال في أحيان أخرى.
وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة أ. أماني خليل أبو شاهين؛ من المدينة الطبية، إن الآباء والأمهات يميلون إلى الإهمال بخطورة الربو والمبالغة في تقدير درجة السيطرة على أعراضه لدى أطفالهم، الخوف من الآثار الجانبية، والاعتماد الكلي على أدوية الربو، مشيرة إلى محدودية الأبحاث السريرية حول مفاهيم وممارسات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم المصابين بالربو في البلدان النامية والشرق الأوسط.
وأضافت أبو شاهين: أجريت الدراسة في مدينة الرياض على مرحلتين خلال المرحلة الأولى: سُئل الآباء والأمهات الذين تراوح أعمارهم أبنائهم بين 3 و15 سنة، من عيّنة عشوائية من المدارس الواقعة في مختلف أنحاء مدينة الرياض ما إذا كان الطفل يعاني الربو أو حساسية الصدر (السعال المتكرّر خصوصا في الليل، صفير في الصدر، سرعة التنفس أو نزلات البرد المتكرّرة)، أو ضيق التنفس المتكرّر، ثم طلب من المشاركين عن تشخيص مرض الربو سابقاً من قِبل الطبيب.
أما المرحلة الثانية من الاستبيان فقد كانت موجّهة فقط لوالدَي الطفل المصاب بالربو أو حساسية الصدر أو ضيق التنفس المتكرّرة.
تمّ جمع المعلومات من المشاركين باستخدام استبيان بناءً على المعلومات التي تمّ الحصول عليها من المقالات العلمية المنشورة في المجلات العلمية.
قسّم الاستبيان إلى أربعة أجزاء، ويغطي القسم الأول من الاستبيان المعلومات الديموغرافية للمشاركين، بينما تغطي الأقسام الثلاثة الأخرى مفاهيم وممارسات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم المصابين بالربو في السعودية.
وأوضحت الدراسة - بحسب الباحثة أبو شاهين - أن المشاركين من الآباء والأمهات بلغوا 1450 منهم 600 (41.4 %) أفادوا بأن أطفالهم يعانون الربو أو حساسية الصدر أو ضيق التنفس المتكرّر، بينما أفاد 478 (32.9 %) أنه تمّ تشخيص أطفالهم في وقت سابق بمرض الربو من قِبل الطبيب, لذلك أُجريت التحليلات الإحصائية النهائية على 600 مشارك.
من جهتها، أبانت د. هوماريا هينا مشاركة في البحث من مدينة الملك فهد الطبية، أن 321 (53.5 %) من المشاركين أجابوا أن الربو مرض وراثي فقط. كما صرح 361 (60.3 %) من المشاركين عن قلقهم من الآثار الجانبية لاستخدام الكورتيزون المستنشق، كما أظهر 192 (32 %) من المشاركين خوفهم على أطفالهم من الاعتماد الكلي على أدوية الربو.
وزادت د. هوماريا: أن 39.7 في المائة من المشاركين يستخدمون الدواء لعلاج أطفالهم المصابين بالربو بينما ما يقارب 76 في المائة من الآباء والأمهات زاروا قسم طب طوارئ أثناء نوبة الربو لدى أطفالهم، وفقط 53.9 في المائة من المشاركين يراجعون بانتظام الطبيب بخصوص أطفالهم المصابين بالربو.
ودعت الباحثة أبو شاهين؛ إلى تثقيف وتوعية الآباء والأمهات حول ممارسات وطرق السيطرة على المرض، الأمر الذي يسهم في تحسين وتطوير علاج نوبات الربو للأطفال.