تنطلق السعودية في دعمها للأشقاء من دورها الريادي، وحرصها على وحدة الصف، ودعم الاستقرار لمحيطها العربي والإقليمي، فضلاً عن الروابط الأخوية الوثيقة التي تربط السعودية بأشقائها؛ ومن ذلك المنطلق كان الدعم السعودي المستمر للأردن في مواجهة جميع التحديات والأزمات، ولاسيما الاقتصادية والمالية في البلد الجار، تأكيدًا من السعودية لوقوفها الدائم مع الأردن حكومة وشعبًا لدعم مشاريعها التنموية.
للسعودية في دعم الأردن مواقف مشرفة أصيلة منذ بداية العلاقات الرسمية بين البلدين عام 1933م. وفي التاريخ القريب قدمت السعودية في قمة مكة 2018 التي عُقدت في قصر الصفا بمكة المكرمة بشأن الأزمة الاقتصادية في الأردن حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، وصل إجمالي قيمتها إلى 2.5 مليار دولار، تمثلت في وديعة بالبنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، ودعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة 5 سنوات، وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية، وذلك إلى جانب الإمارات والكويت.
وأعلنت السعودية حينها صرف تلك المبالغ على دفعات، وكانت آخر تلك الدفعات في شهر إبريل الماضي؛ إذ أعلنت وزارة المالية السعودية صرف الدفعة الرابعة من منحة السعودية للأردن لدعم الميزانية البالغة 50 مليون دولار.
وجاءت تلك الدفعة إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد، في قمة مكة المكرمة عام 1439هـ/ 2018م، منها تقديم دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية من كل الرياض وأبو ظبي والكويت لمدة خمس سنوات بواقع 50 مليون دولار سنويًّا.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني يوسف محمود الشمالي حينذاك أهمية الدعم التنموي المقدَّم من السعودية، الذي مكَّن الحكومة الأردنية من تنفيذ المشاريع التنموية ذات الأولوية، ومواجهة التحديات الاقتصادية والمالية المرتبطة بتداعيات كل من اللجوء السوري وجائحة كورونا.
وبيَّن أن الصندوق السعودي للتنمية دعم تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات؛ إذ قدم قروضًا ميسَّرة خلال السنوات الماضية.
فيما أشار السفير السعودي لدى الأردن نايف بن بندر السديري إلى أن تحويل الشريحة الرابعة يأتي امتدادًا واستمرارًا لالتزام السعودية بالوقوف إلى جانب الأردن، ضمن إطار مخرجات قمة مكة.
وفي عام 2019 بادرت السعودية إلى إيداع 334 مليون دولار في البنك المركزي الأردني، كشكل آخر من أشكال الدعم السعودي الاقتصادي المتواصل؛ لمساعدة الأردن في اجتياز التحديات الاقتصادية المتزايدة.
كما شهدت العقود القليلة الماضية العديد من مبادرات الشراكة والتعاون بين السعودية والأردن في مجال العمل الخيري الرسمي والشعبي، سواء عبر الدور الذي يؤديه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والشراكة بين مدينة الأمير سلطان الخيرية ومؤسسة الحسين للسرطان، وكذلك عبر المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات الذي تأسس في عام 1974، وتتحمل وزارة التعليم السعودية تأمين ميزانيته الكاملة والإشراف الإداري والفني، فيما تقدم وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية التسهيلات اللازمة لعمل المركز، وغيرها من النماذج المماثلة للتعاون في هذا المجال.
وعلى سبيل المثال، تقدم الرياض عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 11 مليون دولار لدعم عدد من المشاريع الإنسانية في الأردن، ووصل عدد تلك المشاريع حتى 31 مايو 2022 إلى 23 مشروعًا، يمثلان قطاعَي الأمن الغذائي والإيواء والمواد غير الغذائية، بحسب البيانات المتوافرة على الموقع الإلكتروني للمركز.