مشكلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن حملها ثقيل، وتغرّد في الأجواء بثقل كبير؛ لشعورها بأهمية مكانتها الاستراتيجية، والبُعد العالمي الذي أهّلت له..
التحليق هنا عندما يكون للصقر سيادة مكان، في أي موقع تترى فيه أعذوبة الإسلام، وحب الوطن الذي يتجه إليه مليار و٣٠٠ مليون مسلم، تهوي إليه أفئدتهم سواء.. حباً في "بكة المباركة وطيبة الطيبة".
المؤمل من الجامعة (سلوة النفس)
أن تكون نواة علم وريادة على اعتبار أهليّتها في العلوم الإسلامية والشرعية الممزوجة بالوسطية والاعتدال، وهي التي تخرّج فيها العلماء الأفاضل والأئمة الشرعيون، ممن يدركون وسطية الدين وسماحته، وخريجوها من المتميزين والمتخصصين، ما يدعو للفخر والاعتزاز، حينما نجد طلبة الطب واللغات واللغة العربية والاقتصاديين والاجتماعيين ومواهب الإعلام وغيرهم من عمادات مساندة جعلت منها سيادة وريادة.. وأخذت الجامعة على عاتقها الاهتمام الكبير بالقرآن وعلومه والحديث والشريعة وأصول الدين، وكذلك القضاء والدعوة والاحتساب بما يتوازن وعقلنة البشر.. وسمت الوطن.
ونتيجة لذلك أسهبت الجامعة دولياً في ريادتها للمعاهد والتخصصات لأبناء الأمة الإسلامية في كثير من الدول.. لتفتتح عدداً من المعاهد في (إندونيسيا) بموافقة سامية، حينما تحلّق الجامعة في أكبر دولة إسلامية في العالم بجاكرتا، الذي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لبنات العمل لإخواننا المسلمين، حينما زارها وكل الأمنيات نثرها على تلك الأرض الخيرة بتوفيق الله.
دولة ريادة إذا وعدت أوفت..
وجود جامعة الإمام، في هذا المحفل الكبير بُعيد زيارة ملك الحزم لإندونيسيا أكسبها هذا الزخم الكبير، الذي كان وراءه بحق قائد الجامعة (وربانها) أستاذ الهمة والعزم معالي الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل الذي يقود الجامعة إلى بر الأمان، وخدمها خدمة ندركها جيداً، مستسقياً ذلك بدعم من قائد العلم والعلماء ملك الحزم والعزم سلمان الخير ومعاونيْه المحمديْن -يحفظهم الله- الذين رفعوا الوطن والإسلام إلى قامة تحترم من العالم أجمع، بتوفيق الله أولاً، ثم بعزم الرجال، لتكون شخصية الوطن حاضرة في المحافل الدولية.. لها قيمتها واعتبارها.
هنا تكمن مسؤولية الجامعة تجاه هذا الحمل الذي تفخر به، حينما تتوّج بمنح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (الدكتوراه الفخرية) في خدمة القرآن الكريم وعلومه، كشهادة اعتزاز من الملك لهذه الجامعة حينما يقبل بتتويجه لهذه الفخرية؛ تواضعاً وشعوراً منه -أيّده الله- بمكانة الجامعة، وسيادتها وريادتها، وخدمتها للقرآن وعلومه..
قبول الملك لهذه الدكتوراه إضافة كبيرة لسيرة الجامعة الجامحة، التي ترتقي بأبنائها ومنسوبيها وطلابها وطالباتها إلى رقيّ كبير في ضوء الحراك، من قبل قائدها الفذّ الذي عاد لها بثوب جديد، واضعاً في ملامح مسيرته التطور والبحث عن دماء جديدة ليتحرك الركود الذي خيّم على كثير من الجامعات في المناشط التعليمية وتفرغ البعض إلى "أفلمة" الإنجازات الداخلية، وتسويف المجتمعات بتصوير دراماتيكي كإنجاز عظيم لجامعة ١ وجامعة ٢ وهكذا؟ والركب صخب!
الإنجاز.. هو الذي يعود على حاملي الشهادة الجامعية بقبول واحترام من يبحث عن الجيل المتسلّح بعلم قوي، حينما تسود جامعتهم نظراءها من الجامعات العربية والإسلامية والعالمية.
يكفي هذه الجامعة أنها تُوّجت بمنح قائد الأمة دكتوراه من أنبل المقاصد وهو القرآن العظيم.
وهي ذاتها حضارة العلم والعلماء الذين يحملون هم وطن وهم كيان..
دمت جامعتنا وفيك (سلمان الملك) دكتوراً
وبين أسورتك مثل سليمان ورفاقه.