دعا فهد العجلان رئيس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، إلى ضرورة مشاركة البحوث والاستشارات والسياسات لتعزيز تحولات الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال مساعدة صناع القرار على اتخاذ القرارات الصائبة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح الملتقى الثاني للرابطة الدولية لاقتصاديات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، بالتعاون مع الجمعية السعودية لاقتصاديات الطاقة، وبدأت جلساته يوم أمس في البحرين ويستمر لمدة يومين.
وبين أنه على الرغم من أن تحولات الطاقة عالميًا لا تسير وفق الخطط، إلا أن عام 2021 تميز بالمبادرات التي استهدفت حماية البيئة والتصدي للتغير المناخي، إذ أعلنت المملكة عن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وانضمت إلى التعهد العالمي بشأن الميثان، بالإضافة إلى سعيها للاستفادة من الهيدروجين وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
وأشار إلى أن كابسارك -بصفته مركز استشارات بحثيا متخصصا في قضايا الاستدامة واقتصاديات الطاقة ويرأس مجلس أمنائه الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة- تعاون وعدد من المنظمات الدولية لوضع دليل لنهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أطلقته المملكة أثناء رئاستها قمة قادة مجموعة العشرين، ليكون إطارًا شاملًا متكاملًا قادرًا على معالجة الانبعاثات الكربونية وتعزيز أمن الطاقة وموثوقيتها وسهولة الوصول إليها.
وأكد أن المركز يهدف من خلال مشاركته في هذا المؤتمر إلى التعاون مع مراكز البحوث الإقليمية والعالمية للتصدي لتحديات الطاقة العالمية، والعمل على تقديم أوراق علمية واستشارات بحثية لتوضيح الفرص التي يقدمها الاقتصاد الدائري للكربون للتصدي لظاهرة التغير المناخي عالميًا، إذ يتميز باستخدام الخيارات المتاحة جميعها لمعالجة الانبعاثات الكربونية بما يتناسب مع ظروف وأولويات كل دولة على حدة.
وأشار إلى أن المركز يحرص على مشاركة النماذج والأدوات والبيانات، وجعلها متاحة للجميع لتعزيز دور المركز في مشاركة المعرفة مع العالم.
من جهته، ذكر رئيس مجلس إدارة جمعية اقتصاديات الطاقة في المملكة، الدكتور ماجد المنيف، أنه بغض النظر عن التحديات الآنية في منظومات الطاقة العالمية، فإن العالم يتجه إلى تعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة وكهربة قطاع النقل ورقمنته للوصول إلى أهداف اتفاقية باريس للتغير المناخي.
وأكد أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا -وخصوصًا دول الخليج العربي- معنية كغيرها بهذا التحول لعدة أسباب، فهي تملك احتياطيات من النفط والغاز ومستويات وإمكانات إنتاجية عالية، وتكلفة إنتاج قليلة ودرجة انبعاثات كربونية متدنية مما يعطيها ميزة نسبية تفوق غيرها من الدول المنتجة للمواد الهيدروكربونية.
وأوضح الدكتور فهد التركي، نائب الرئيس للمعرفة والتحليل في كابسارك، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستطيع أن تساهم في نجاح تحول الطاقة، إذ إنه من المتوقع أن تتضاعف الطاقة المتجددة في المنطقة خلال السنوات الخمس القادمة بسبب المشاريع المتنوعة التي أعلنت عنها دول المنطقة.
وأشار إلى أن مراكز البحوث لديها القدرة على جعل المنطقة رائدة في الطاقة المتجددة، على الرغم من كونها المورد الرئيس للنفط والغاز في العالم حيث تنتج 35% من النفط و20% من الغاز. فإنها تستطيع المساهمة في تحولات الطاقة؛ إذ إنها الأقل في تكلفة الطاقة المتجددة.