بينما تعيش البشرية في ثورة تكنولوجيا المعلومات التي تستمد قوامها من المعلومات والمعرفة من أجل نقل الأفكار بين الناس، هناك من سعى إلى نشر الشر من خلالها، وأمام ذلك كثفت رابطة العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة من عملها على مواجهة الكراهية والتطرف على مستوى العالم عبر استخدامها القوة الناعمة في المؤتمرات والمنصات المختلفة.
ومنذ تولي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى مهام الأمين العام فيها؛ اتخذت الرابطة مبادرات مميزة أحدثت نقلة نوعية في عمل الرابطة؛ والمتمثلة في تحويل اللقاءات والندوات إلى خطة عمل وخارطة طريق مستفيدةً من التقنيات المعاصرة التي ربطت العالم وحوّلته إلى قرية صغيرة، كما حدث في مؤتمر "ميثاق مكة المكرمة" في عام 2019م، حينما نجح الدكتور العيسى في حشد نحو 139 من القيادات الدينية في العالم الإسلامي لتفعيل مبادئ ذلك الميثاق الذي يشتمل على ثلاثين محوراً من المبادئ الرئيسية للإسلام.
وتمكنت رابطة العالم الإسلامي في شهر مارس من العام الماضي من إطلاق حملة كبيرة تحت وسم #نبذ_الكراهية #RejectHate"، تفاعل معها الكثير من مؤيدي الحملة من مختلف دول العالم الذين شاركوا في توقيع عريضة عبر شبكة الإنترنت، لبذل المزيد من الجهود لمكافحة التعصب والمشاعر المعادية للإسلام في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، أكد أمين عام رابطة العالم الإسلامي معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن حملة نبذ الكراهية بمساعدة عدد من الوسائل والأدوات التعليمية عملت على ضمان أن وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها مليارات من الناس، ستقدم النفع أكثر من الضرر في جميع أنحاء العالم.
وأضاف الشيخ العيسى لصحيفة إندبندنت أن المتطرفين استفادوا من مواقع التواصل، غير أن الأصوات القوية من كل الأديان والقيادات الفكرية أصبحت الآن أقوى، وبأساليب تحول دون سيطرة مثل تلك الخطابات الفارغة على أي حوار، لافتاً إلى أن تلك المنصات الإلكترونية أثبتت أنها أداة قوية لمواجهة الشر حول العالم، وأن الخير سوف ينتصر على الشر في العالم الإلكتروني لا محالة.
وفي الوقت الذي يدعم فيه أمين رابطة العالم الإسلامي إيجاد بعض التنظيمات التي تساهم في جعل ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر وعياً، فإنه يرفض بشدة فرض رقابة تامة على المحتوى، مشيراً إلى ضرورة التثقيف والحملات لزيادة الوعي.