أصدر مركز القرار للدراسات الإعلامية تقريرًا تناول قراءة تحليلية لرسائل ومضامين حوار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، مشيرًا إلي أن حديث سموه جاء مجسدًا لإصرار وطموح لا حدود له، ورؤية تنموية متفردة، ونظرة ثاقبة حكيمة للمتغيرات الإقليمية والدولية.
وأوضح التقرير أن ردود سمو ولي العهد، حفظه الله، خلال هذا الحوار المطول، عكست مجموعة من السمات التي يتحلى بها سموه، في مقدمتها شخصيته الكاريزمية، التي جعلته قائدًا مُلهِمًا، يتطلع إليه أبناء الوطن بثقة في حكمته وفخر بطموحه.
واستعرض التقرير، الصادر عن مركز القرار للدراسات الإعلامية @alqarar_sa، أبرز تلك السمات والتي تمثلت في الثقة والإصرار، والاعتزاز بالهوية السعودية، والطموح المستمر نحو الأفضل، وكذلك عمق الاطلاع، والواقعية السياسية، والاعتماد على النفس.
كما سلط التقرير الضوء على مجموعة من الرسائل والمضامين العميقة التي استخلصها من ردود سمو ولي العهد، حفظه الله، على أسئلة الحوار الذي اتسم بالشمول والتطرق إلى مختلف ملفات السياسة الداخلية والخارجية، فضلاً عن العديد من الجوانب ذات الصلة بتطور المجتمع السعودي.
وأشار التقرير إلى رسائل تتعلق بالشأن الداخلي ومنها إبراز تفرُّد واستقلالية نموذج التطور الحالي في المملكة، والذي يرتكز إلى شعبها وتاريخها، وما لديها من مقومات اقتصادية وثقافية، والإشارة إلى أن التطور الاجتماعي في المملكة يسير بالاتجاه الصحيح، وفق معايير الشعب ومعتقداته وخصوصيته، والتشديد على عدم التسامح في المعركة ضد الفساد مع أي متجاوز، بجانب رفض التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، وكذلك تأكيد التلاحم بين الأسرة المالكة السعودية والشعب.
أما عن الرسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية، فتمثل أبرزها في رغبة المملكة في تعزيز العلاقة مع واشنطن بالنظر للمصالح المشتركة، مع الإشارة إلى أن الأمر يعود للولايات المتحدة سواء كانت تريد الفوز بالسعودية أو الخسارة، وكذلك تركيز السعودية وقطر على بناء مستقبل رائع، فضلاً عن الحديث عن إيران بوصفها دولة جارة للأبد مع التشديد على رفض امتلاك إيران قنبلة نووية، أو إبرام اتفاق نووي ضعيف، يُفضي إلى النتيجة ذاتها. بالإضافة إلي التشديد على ضرورة قيام إسرائيل بحل مشاكلها مع الفلسطينيين أولاً قبل إقامة أي علاقات أو مصالح معها، وأنها في تلك الحالة ستكون حليفًا محتملاً.
ولفت تقرير مركز القرار أيضًا إلي رسائل خاصة بقضية التطرف والإرهاب؛ وتمثلت في تسليط الضوء على تورط جماعة الإخوان المسلمين في صناعة التطرف، إبراز المسؤولية الضمنية للولايات المتحدة عن إعطاء فرصة سانحة للمتطرفين من خلال حربها على العراق، فضلاً عن رفض مصطلح "الإسلام المعتدل"؛ لما له من دلالة خاطئة تُوحي بتغيير الإسلام إلى شيءٍ جديد.