رسالة لـ"الراشد" تنسف تحذير "مسؤولي أوباما الـ 9" لـ"ترامب" من إغضاب إيران

كتب يردّ على مقالهم مؤكداً اختلاف الرئيس الأمريكي الحالي عن سابقه وقال: واقع جديد
رسالة لـ"الراشد" تنسف تحذير "مسؤولي أوباما الـ 9" لـ"ترامب" من إغضاب إيران
تم النشر في

 يرد الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد، على مقال كتبه 9 مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ لتحذير الرئيس دونالد ترامب، من إغضاب إيران، مؤكداً أن زيارة "ترامب" تسبب قلقاً كبيراً لإيران، وكل من ارتبط معها؛ لأن "ترامب" يختلف عن سابقه، قولاً وعملاً، لافتاً إلى أن إيران بحاجة إلى رسالة واضحة حتى تتوقف عن نشر الأزمات في العالم وخلق التوترات ودعم الجماعات الإرهابية.

وفي مقاله "ترامب في الرياض: نصائح أوباما" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يبدأ "الراشد" بالتأكيد على أن "الزيارة التي يبدأها اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، ويفتتح بها نشاطه الخارجي الدولي تسبب قلقاً كبيراً لإيران، وكل من ارتبط معها، وفي هذا السياق اشترك تسعة من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في مقال كتبوه ونشر في موقع "بوليتيكو"، موجهاً لـ"ترامب" يستبقون فيه زيارته للسعودية فيه، يحذرون "ترامب" من أن تتسبب زيارته للسعودية ونتائجها في الإضرار بالاتفاق النووي JCPOA أو في التورط الأمريكي في اليمن إرضاء للسعوديين والإماراتيين، كما كتب المسؤولون التسعة".

"ترامب" مختلف

ويعلق "الراشد" قائلاً: "كلنا نقدر أن الزيارة مهمة، وهي توجه رسائل سياسية لعدد من الفرقاء في المنطقة وخارجها، كما أن الرئيس ترامب أقدم على خطوات أكدت جديته، والمسار السياسي الذي اختطه للولايات المتحدة، ويختلف كثيراً عن سلفه الرئيس أوباما، آخرها القصف الأمريكي الجوي للقوات السورية ومليشيات إيرانية في المنطقة القريبة من الأردن، راسماً بذلك حدود الحركة، ومهدداً بشكل صريح النظام السوري وإيران بعدم التعرض للأردن، وقبل ذلك قصف مطار الشعيرات في رسالة مهمة ضد تمادي النظام السوري عندما استخدم الأسلحة الكيماوية، كما صحح الجانب الأمريكي سياسته في اليمن وأصبح داعماً السعودية والتحالف الذي يحارب الانقلابيين، ففعل عمليات التفتيش البحرية، واستأنف إرسال الذخيرة، وأعاد التعاون الاستخباراتي العسكري في اليمن المهم جداً للتحالف".

لا حرب ولا إلغاء اتفاق

ويلفت "الراشد" إلى أن "هذا كله لم يكن يعني أن دول الخليج تريد فتح جبهة حرب مع إيران، ولا إلغاء الاتفاق النووي الغربي مع إيران، لسبب واحد، أنه ليس في مصلحة هذه الدول، وقد أعلنت عن موقفها رسمياً، المشكلة التي يعرفها كتاب المقال التسعة أن إيران قامت بأخذ الولايات المتحدة رهينة في فترة أوباما الرئاسية الثانية، عندما حرصت واشنطن حينها على عدم إغضاب النظام في طهران حتى توقع على الاتفاق النووي، وكانت النتيجة أن إيران انتشرت عسكرياً في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لقد أغدقت إدارة أوباما الهدايا على إيران من أجل هذه الاتفاقية على حساب أمن دول المنطقة، وتسببت في هذا الانفلات الخطير وحدوث أسوأ مأساة في تاريخ المنطقة".

ليس مهماً من يفوز

وعن تواكب الزيارة مع الانتخابات الإيرانية، يرى "الراشد" أنه ليس مهماً من يفوز بالرئاسة، ويفسر قائلاً: "الكتاب حذروا ترامب من إغضاب إيران، خاصة أن زيارته للرياض توافق الانتخابات الرئاسية، وأن ذلك قد يعني هزيمة الرئيس المعتدل حسن روحاني، ووصول منافسه المتطرف إبراهيم رئيس، ومع أن هؤلاء المسؤولين الأمريكيين السابقين يناقضون أنفسهم في مقالهم بالاعتراف بأن الانتخابات قد يتم تزويرها لصالح المرشح المتطرف، ففي الوقت نفسه يخشون من ردة الفعل بسبب زيارة ترامب للرياض".

وأضاف: "إيران يحكمها المرشد الأعلى والحرس الثوري وبالتالي ليس مهماً من يفوز بالرئاسة، تذكروا أن كل الانتشار العسكري الإيراني الذي ترونه أمامكم، والحروب الإيرانية في المنطقة التي لا سابقة لها حدثت في عهد "المعتدل" روحاني، وتحت نظر الإدارة الأمريكية السابقة. وبالتالي أين الاعتدال الرئاسي في طهران وما قيمة الإغراءات الكثيرة التي دفعتها واشنطن آنذاك؟".

إيران والواقع الجديد

ويرى "الراشد" أنه "بإمكان الإدارة الأمريكية الحالية وضع إيران أمام الواقع الجديد، وأن عليها أن تتوقف عن نشر الفوضى والعنف في المنطقة والعالم، وأن هذا سيقابل إيجابياً بالانفتاح ليس من الولايات المتحدة والغرب وحدهم؛ بل كذلك من دول المنطقة وجيران إيران".

مطلوب رسالة واضحة

وينهي "الراشد" مؤكداً أنه "من دون إرسال رسالة واضحة، فإن طهران ستستمر في نشر الأزمات في العالم وتخلق التوترات وتدعم الجماعات الإرهابية وتهاجم حلفاء الولايات المتحدة، لقد أخذت إيران المنطقة رهينة وابتزت واشنطن لسنين طويلة والنتيجة أنها في النهاية كوفئت؛ لكنها لم تتوقف حتى بعد المائة مليار دولار وطائرات البوينغ ورفع العقوبات الاقتصادية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org