رواية مجد وعز بدأها الإمام واستكملها الأبناء.. "المريطب" تبلور حكاية يوم التأسيس

رواية مجد وعز بدأها الإمام واستكملها الأبناء.. "المريطب" تبلور حكاية يوم التأسيس

ذكرى بداية واحد من أهم المشاريع الوحدوية في المنطقة

تحل علينا اليوم ذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى 22 فبراير 1727م، وما يمثله ذلك اليوم من رمزية ومرجعية، وامتداد للمملكة العربية السعودية بشكلها الحالي، التي أسسها ووحَّدها الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-.

فالدولة السعودية الأولى التي تأسست قبل نحو 3 قرون في جزيرة العرب على يد الإمام محمد بن سعود، واتخذت الدرعية عاصمة لها، تعد واحدًا من أهم المشاريع الوحدوية في المنطقة في تلك الفترة.

وحول تلك المناسبة التاريخية تقول منال بنت عواد المريطب، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الملك عبدالعزيز، لـ"سبق": "إن يوم التأسيس قصة البداية وجمال الرواية، يحكيها التاريخ مجدًا وعزًّا، رواية نُقشت حروفها بمداد من الفخر، لوطن تأسس على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في ٢٢ من شهر فبراير لعام١٧٢٧م، فبدأت به حقبة طويلة من التوحيد والبناء، قاربت أربعين عامًا، أرسى خلالها قواعد دولة فتية، امتدت من الخليج العربي إلى البحر الأحمر".

وتابعت بقولها: "تعلَّم الإمام محمد بن سعود السياسة مبكرًا، وجمع بين الحكمة والحنكة، والطموح والصمود؛ فضرب لشعبه أروع المثل في القائد القدوة، كان كما يصفه المؤرخ ابن غنام (بحسن السيرة معروفًا، وبالوفاء وحسن المعاملة موصوفًا، مشهورًا بذلك دون من هنالك).. فقد كان كريمًا سخيّ النفس، يمتاز بالتأني والروية، ويراقب الأوضاع، ويدرس متغيرات الظروف بعناية؛ فالتف حوله الأتباع، وبذلوا معه الغالي والنفيس لوحدة البلاد".

وتلفت "المريطب" إلى أن الإمام محمد بن سعود بدأ ملحمته في مجتمع لم يألف الوحدة والاستقرار، ولم ينعم بالرخاء والازدهار؛ ما أدى إلى مواجهة الكثير من التحديات والعقبات، ولكن طموحه تجاوز العقبات؛ فحقق الوحدة، وازدهرت بلاده؛ فكثرت خيراتها؛ وأصبحت ملجأ لمن فر من شظف العيش وقسوته، على حد قولها.

وتردف أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر قائلة: "واكبت جهود الإمام محمد بن سعود الحربية عنايته بالوطن والمواطن؛ فاهتم بمجتمع الدرعية، وعمل على تقويته، وكان يتفقد أحوال شعبه، واعتنى بأحوالهم الاقتصادية والاجتماعية، وسعى لنشر العلم، وشجّع عليه".

وتضيف: "انتقلت الدرعية في عهده من المدينة الدولة إلى عاصمة دولة كبرى شاسعة الأرجاء. وبعد وفاته -رحمه الله- عام ١١٧٩هـ/ ١٧٦٥م أكمل مشروع الوحدة والبناء أبناؤه وأحفاده، ووضعوا ركائز ثابتة، سارت على خطاها الدولة السعودية الثانية، ثم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-؛ ليسجل لنا التاريخ منظومة متكاملة لوطن امتد عبقه التاريخي ثلاثة قرون مديدة بالرخاء، حافلة بالعز والبناء".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org