رصدت "سبق" في سجن المباحث العامة بمحافظة جدة إثر مشاركتها في الاحتفال بيوم التأسيس نجاحات لشباب وشابات كادوا أن يُغرر بهم وآخرون كادوا أن يسقطوا في أوحال الأعداء، لكنهم وجدوا من يحتضنهم ويعيدهم إلى جادة الطريق، فمنهم الشاعر والكاتب والقاص والفنان والرسام والنَحات والخياط والمطرز والباريستا والطباخ والأديب والإعلامي والمُمنتج والمصور والممثل والمخرج.
وفتح سجن المباحث العامة بمحافظة جدة الطريق أمامهم ليستفيدوا من الوقت عبر برامج إدارة الوقت، فقد أعدوا المشروبات والمأكولات ورسموا اللوحات الفنية والأعمال اليدوية والحرفية بأيديهم، ووجدناها معروضة في أروقة السجن بأناملهم ورسومات معبرة عن طريق إعادة التدوير، فقد استفادوا من أي شيء حتى نواة الزيتون وعلب المناديل والورق أعادوا تدويرها، وقد منحت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة جدة العضوية لعدد منهم بعد تفوقهم، كما تميزت نزيلات بالتطريز وأقمن معرضًا لمنتجاتهن وقمن بالعمل على التدوير أيضاً في صناعة تحف ومعلبات وقفازات وشالات صوفية.
ورصدت "سبق" جمعيات إعلامية يقودها النزلاء والتي تولت مراسم الحفل، حيث كان من إعداد وإخراج النزلاء وإدارة السجن ضيوف على هؤلاء النزلاء.
وأصبح سجن المباحث العامة مدرسة جامعة، حيث أعاد نزلاءه إلى جادة الطريق، فقد تسلحوا قبل أن يغادر منهم إلى خارج السجن بالفائدة والمعرفة واكتساب خبرة ليكون عضواً فعالاً في المجتمع.
واستطاع سجن المباحث أن يغير ما يعرفه الناس عنه، فالنزيل يستطيع أن يطلب الطعام الذي يريده ويستطيع أن يبلور الفكرة التي يرفع منها معنوية نجاحه، فإن كان لديه فكرة رسم أو نحت أو شعر فتقوم إدارة السجن بتوفير كل ما يساعده ليتميز في مجاله وأن يحول النزلاء والنزيلات إلى عناصر فاعلة ينتظر منهم أن يدعموا المجتمع عند خروجهم.
وبات سجن المباحث ليس قضبانًا وأبوابًا موصدة فقط بل هي أفكار ناجحة يقودها منسوبون مخلصون يستقبلون النزيل ويتعاملون معه بعكس ما يتوقع، حيث يمر النزيل عبر مراحل حتى يصبح إنساناً واعياً ومخلصاً ومحباً لوطنه ومليكه وقيادته.