يشرع فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للعمل بحائل ,غداً, في بدء تنفيذ المرحلة الثانية من قرار توطين مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها بواقع 100 %؛ ذلك بالتعاون مع وزارات الداخلية، والتجارة والاستثمار، والشؤون البلدية والقروية، والاتصالات وتقنية المعلومات.
واستطلعت "سبق" سوق الاتصالات، مساء أمس؛ حيث لوحظ تواجد العمالة الأجنبية للاستفادة منها حتى آخر دقيقة من المهلة, فيما لاحظت الكثير منهم يقومون بتوديع بعضهم البعض, خاصة ممن حصلوا على أعمال في مهن أخرى غير قطاع الاتصالات، كمحلات زينة السيارات والورش وبيع الملابس والمطاعم.
والتقت "سبق" عددًا من العمالة العرب وغيرهم, ممن يعملون في قطاع الاتصالات لاسيما الصيانة منها, والذين أكدوا أن وعي قيادة هذه البلاد أتاحت لأبنائها الاستفادة من قطاع يعتبر الأكثر ربحية في حالة العمل الجدي فيه, مؤكدين أن الفترة الماضية التي سمحت لهم البلاد بالعمل في الاتصالات بمثابة الهدية لهم, فيما أكد البعض منهم أنه سيغادر إلى بلاده, مكتفيًا بحصيلة أعوام من تجارة الاتصالات بحائل, فيما سيقوم البعض الآخر بالانتقال إلى أعمال أخرى لسداد بعض المتطلبات عليه, لاسيما أنه كان قد اشترى المحل بالتقبيل مما لم يمهله قرار التوطين تسديد رأس ماله أو البدء في جني أرباحه.
وأشار بعض العمالة أنه سيبقى فترة بدون عمل لاستيضاح نتائج قرار التوطين؛ إذ يعتقد عدم استمراره خاصة في مجال الصيانة؛ ذلك بعد أن لاحظوا أن العملاء خلال فترة توطين الـ50% يرغبون الوافد عن السعودي في صيانة الجوال, فيما سيشرعون في أنشطة أخرى خلال الشهرين القادمين في حالة تنفيذ القرار بشكل جدي.
وتوقع العديد ممن التقتهم "سبق" خلال جولتها، نشوء سوق سوداء في الاتصالات غطاؤها التستر من بعض كفلاء الوافدين؛ حيث سيتم تأجير الطاولة الواحدة على الشباب السعودي بمبالغ مرتفعة, وتوقيع العقد مع الكفيل فيما الواقع المالك الحقيقي هو الوافد البائع السابق في السوق والذي كان قد استأجر المحل من أصحابها, فيما سيُستغل الباحثون عن المصروف الشهري البسيط من الطلاب للعمل في الفترة المسائية, وتوقيع العقد مع سعودي, للعمل لدى الوافد السابق, حتى وإن انتقل إلى عمل آخر من الأنشطة التي تسمح الوزارة بعمل الوافد فيها.
والتقت "سبق" أصحاب المحلات, الذين أكدوا أنه خلال فترة توطين الـ50% عانوا من عدم انتظام الشباب السعودي في العمل؛ حيث جرى على الكثير منهم الفصل بسبب الغياب, فيما أشاروا إلى أن الكثير منهم يستأذن لظروف خاصة يكون من أهمها حضور مباراة أو حضور حفلة زواج أو لترتيب مسبق مع الأصدقاء لرحلة تستغرق يوماً أو يومين, مما ينعكس سلباً على دخل المحل من المبيعات.
ويؤكد "أبو رهف" وهو سعودي يعمل بسوق الاتصالات بحائل منذ عام 1425هـ , أن القرار جاء مناسباً رغم تأخره, مشيرًا إلى أن عمليات شرائية كبيرة جداً وصفقات بسوق الاتصالات في السنوات الماضية استفاد منها الأجانب بشكل كبير, ولن يستفيد منها أبناء هذا البلد في ظل هذه الظروف التي قد يصعب فيها الحصول على كمية كافية من الأجهزة وإكسسواراتها من الموردين, خاصة أن الموردين هم في معظمهم أجانب يعملون لصالحهم تحت غطاء التستر من الكفلاء, فيما سينشط بيع الجوالات بالسوق السوداء للعمالة بعيدًا عن الأنظار, خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت بالظهور.
وحول العاملين من الشباب السعودي لحسابهم في سوق الاتصالات, أكدوا أنهم استأجروا طاولات كانت في بداية الحملة لا يتجاز إيجارها الشهري ألفي ريال، فيما طالب أصحابها هذا الشهر بـ6 آلاف ريال كإيجار شهري للطاولة الواحدة, مؤكدين بقولهم "إن التجار وأصحاب المحلات هم من سيقفون في وجه القرار، مؤكدين أنهم سيرغمون وزارة العمل على إعادة العمالة بتطفيشنا", فيما لم يستبعدوا ذلك, لاسيما أن التاجر لا يهمه توطين بقدر ما يهمه زيادة ربحه, مطالبين وزارة التجارة والاستثمار بدراسة نظيفة لأسعار المحلات والطاولات في سوق الاتصالات - إذا كان ذلك من اختصاصها.
يُذكر أن أكثر من 500 طاولة مبيعات ستخلو هذا اليوم من البائع؛ ذلك بعد خروج أصحابها الوافدون خارج السوق، فيما تستعرض "سبق" بعض الصور من الجولات السابقة التي قام بها مكتب العمل بحائل.