سحل وحذاء وطلق ناري.. "الاعتداء على الكوادر الطبية".. ملف الغضب!

أسباب منوعة وعقوبة تصل للسجن 10 أعوام وغرامة مليون.. مسلسل متصل
اعتداء بالضرب على ممرضة بمستشفى المجاردة العام
اعتداء بالضرب على ممرضة بمستشفى المجاردة العام
تم النشر في

استشاط الرأي العام السعودي غضبًا خلال الأيام الماضية؛ إثر تداول مقطع فيديو يُظهر تفاصيل الاعتداء على ممرضة داخل منشأة صحية في مستشفى محافظة المجاردة بشكل مستفز، من قِبَل أحد المواطنين.

سحل ممرضة

ويظهر في الفيديو -ومدته 6 ثوان فقط- شخص يسحل ممرضة لعدة أمتار على أرض المستشفى، وسط صراخ المجني عليها، التي لم تتمكن من إنقاذ نفسها والإفلات من بين أيدي المعتدي؛ مما تسبب في موجة غضب واسعة في المملكة. ودفع مستخدمو موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، إلى إطلاق وسم "#إعتداء_مواطن_على_ممرضه_سعوديه"، للمطالبة بإنزال أقصى العقوبات به.

وفور انتشار الوسم، أعلنت شرطة منطقة عسير إلقاء القبض على المواطن الذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يعتدي بالضرب على الممرضة، والتي كشفت أن الحادثة وقعت في أحد مستشفيات محافظة المجاردة في أقصى غرب المملكة.

الاعتداء على الكوادر الطبية

وعلى صعيد متصل؛ فإن سحل ممرضة المجاردة لم يكن هو الواقعة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الكوادر الطبية في المملكة؛ ففي عام ٢٠١٢ أجرت مجلة "الطبيب السعودي" استطلاعًا صادمًا، كشف أن أكثر من ٦٧٪ من العاملين في المستشفيات السعودية تعرضوا للاعتداء، سواء اللفظي أو الجسدي؛ موضحة أن هذه النسبة توزعت بين ٧٦٪ عنفًا ضد طاقم التمريض مقابل ٥١٪ ضد الأطباء، كما أكدت أن العنف لم يميز بين أنثى وذكر؛ إذ إن العنف ضد الطاقم النسائي وصل إلى ٦٣٪ مقابل ٧٣٪ للرجال.

وشهدت المستشفيات، خلال السنوات الماضية، مجموعة من وقائع الاعتداء على الأطباء والممارسين، تسببت في جدل كبير؛ حيث ترصد السطور التالية مجموعة من الحالات.

اعتداء بآلة حادة

في عام 2018، وقعت جريمة مروعة في مستشفى خاص بالمدينة المنورة عندما سدد أحد الأشخاص عدة طعنات بآلة حادة، وفر هاربًا، وحينها كشف مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة المثبتة داخل المستشفى الحالة وجرى توثيقها، وتَبَيّن أن الاعتداء قام به رجل في ردهة المستشفى، عندما وجّه لأحد الموظفين عدة طعنات بالآلة الحادة مرات متتالية، حتى سقط أرضًا، وقام زملاؤه بإنقاذه من الموت.

وصفة طبية

وقبل تلك الواقعة بأشهر عدة، عثرت السلطات الأمنية على أحد الأطباء السعوديين، وهو ملقى على الأرض في موقف سيارات مستشفى أبو عريش العام، وقد قُيدت يداه ورجلاه ووضع شريط لاصق على فمه، وأظهر الطب الشرعي تعرضه للضرب المبرح، وكان السبب في ذلك هو وصفة طبية.

وفي هذا الوقت، كشفت تقارير أمنية، أن مشاجرة جماعية وقعت بين 8 أشخاص وطبيب الطوارئ والمدير المناوب في المستشفى، بعد ما طلب منهم إحضار وصفة طبية، لاستكمال علاج صديقهم الذي وصل إلى المستشفى مصابًا في مشاجرة أخرى.

طلق ناري

وفي عام 2016، أصيب طبيب نساء وولادة بطلق ناري في مدينة الملك فهد الطبية بالعاصمة الرياض، وكشفت صحيفة "سبق" أن الجاني برر سبب هجومه على الطبيب بأنه قام بإجراء عملية الولادة لزوجته، وأن المستشفى يُفترض أن تكون به طبيبة نساء وولادة".

وأفادت الصحيفة آنذاك بأن "الجاني قدِم للطبيب داخل عيادته، واستدعاه وقال له أريد أن أقدم لك الشكر والعرفان على ما قمت به تجاه زوجتي التي قمت بتوليدها، وقام باستدراجه لحديقة المستشفى التي كانت تعج حينها بالأطفال، وقام بإطلاق الرصاص عليه ولاذ بالفرار؛ فيما تم نُقل الطبيب للعناية المركزة حيث استقرت الرصاصة بكتفه".

أخبره أن والده توفي

وشهدت مستشفى القريات العام بالسعودية في عام 2017 واقعةً مشابهة، حينما اعتدى مواطن بالضرب على الطبيب المناوب في العناية المركزة؛ مما تسبب في كدمات وإصابات أُدخِل على إثرها الطبيبُ للعناية المركزة.

وفي هذا الوقت أوضح المتحدث الأمني لشرطة الجوف العقيد تركي المويشير، في تصريحات صحفية، أن مواطنًا قام بضرب طبيب العناية المركزة، بعد إبلاغه أن والده توفي، وبسؤاله عن سبب الاعتداء أفاد بأنه (لاحظ أنه تم تجهيز والده لإدخاله ثلاجة الموتى دون إبلاغ أهله المتواجدين بالقرب من قسم العناية المركزة)؛ فحصلت مشادة بين الطبيب وأهل المتوفى أدت لوقوع مضاربة بينهم.

ضرب بالحذاء

وفي وقت سابق، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مروع لشابين وهما يعتديان بالضرب بالحذاء بشكل متكرر على طبيب في مستشفى حائل بالسعودية؛ بسبب نشوب شجار بينهم.

ورصد الفيديو مشادة كلامية حادة بين الطبيب وشابين، لينهالا عليه بالضرب المبرح بالحذاء، وتدخّل اثنان من العمال يحاولان مساعدة الطبيب بتخليصه من أيدي الشابين.

أسباب الاعتداء

ويعتقد المراقبون أن هناك العديد من الأسباب التي تسبب زيادة مشكلة الاعتداء على أفراد الكوادر الطبية في المملكة، ومنها ضغوط العمل، والجهود المنهكة التي تجعل الأطباء في حالة جسدية ونفسية سيئة؛ وبالتالي يميلون للتوتر والغضب بسرعة، بالإضافة إلى الصورة السلبية عن الأطباء والمستشفيات حول عدم الكفاءة، وشيوع الاعتقاد بأن الغالبية ترتكب الأخطاء؛ فيكون لدى المريض قناعة بالخطأ حتى قبل وقوعه، بالإضافة إلى فترة الانتظار الطويلة لتلقي العلاج؛ خصوصًا في أقسام الطوارئ التي تساهم في زيادة التوتر، وكذلك قلة خبرة معظم العاملين في مجال الطب بمعرفة ورصد العلامات التي تدل على احتمال وجود ميل للعنف عند المريض أو الأقارب.

عقوبة الاعتداء

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الصحة أن الاعتداء على الممارسين الصحيين لفظيًّا أو جسديًّا جريمةٌ يعاقِب عليها القانون. وقالت عبر حسابها في موقع "تويتر": "الاعتداء على الممارس الصحي لفظيًّا أو جسديًّا جريمةٌ يعاقب عليها النظام بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال".

ولفتت "الصحة" إلى أن أي متضرر بإمكانه أخذ حقه من خلال التوجه إلى حقوق وعلاقات المرضى أو الاتصال على الرقم (937).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org