سعوديات رداً على الاستطلاع الأمريكي: لنا ولاة أمر نعود إليهم لنيل حقوقنا.. "لا نحتاجكم"

اعتبرنه تدخلاً سافراً في الشؤون السعودية.. وأكدن: نحن أدرى بقضايانا
سعوديات رداً على الاستطلاع الأمريكي: لنا ولاة أمر نعود إليهم لنيل حقوقنا.. "لا نحتاجكم"

 أثار استطلاع الرأي الذي نشرته "نيويورك تايمز" الأمريكية للمطالبة بحقوق السعوديات جدلاً واسعاً وغضبا بين الأوساط النسائية في السعودية؛ واعتبرنه تدخلا سافرا في شؤون المملكة وخصوصيات المرأة السعودية التي هي قادرة على المطالبة بحقوقها بشكل علني دون تدخل خارجي وتشويه لسمعتها.

"سبق" التقت مع عدد من الكاتبات والاعلاميات للحديث حول هذا الأمر، فقالت الكاتبة السعودية ريم سليمان: "في البداية كنت أرى في هذه الخطوة استطلاع رأي عاديا، لكنني تذكرت أنني قرأت مسبقا مواضيع مختلفة عن السعودية في هذه الصحيفة تروج فيها لنظرة سلبية تجاه المملكة، لهذا اعتبرتها نوعا من المشاركة في الضغط الموجه ضد المملكة".

وتضيف: "المشاركة من عدمها حرية متروكة لكل شخص، فولاة أمرنا والمسؤولون دائمو الظهور والتعليق في الصحف الغربية، كما أن المشاركة في حد ذاتها لا تدل على شيء، الخلل يكمن في الطريقة التي ستعرض فيها الصحيفة الموضوع والتي يمكن أن نتوقعها ونستقيها بعد قراءة لمواضيع مختلفة كتبت مؤخرا في هذه الصحيفة".

وتابعت: "التغيير يجب أن يكون من الداخل، فنحن النساء السعوديات أكثر معرفة وفهما بقضايانا ومشاكلنا، ولنا ولاة أمر نعود إليهم في الحصول على حقوقنا، لسنا بحاجة لتطبيق رؤى غربية على مجتمعنا، فهم يعيشون في انحدار أخلاقي لا نريد أن نقترب منه ولا أن نكون مثلهم".

أما الإعلامية هند عامر فتقول لـ"سبق": "ما صدر من صحيفة "نيويورك تايمز" بطرح استبيان موجه للنساء السعوديات هو تكرار لمواقف سابقة من صحف وقنوات أمريكية وأوربية تحاول أن تصور نفسها في صورة المنقذ بينما هي تتعمد الإساءة للبلدان الأخرى بالتدخل في قضايا اجتماعية دقيقة وخاصة مثل الولاية".

وتضيف: "ردة الفعل التي تمثلت في استياء عام من شريحة واسعة من النساء السعوديات تعد ردة فعل طبيعية، فالصحيفة لم تتكلم عن حقوق المرأة السعودية بشكل عام بل تحدثت عن أمر دقيق مثل الولاية، وهذا يعني أنه تم بإيعاز من أشخاص سعوديين، في أسلوب سيئ تستخدمه الحركات النسوية المنحرفة، والتي تتبنى أن التغيير يأتي من أعلى الهرم السياسي ولا يهم رأي المجتمعات! ولأن قيادتنا لم تستجب لتلك المطالبات فقد عمدت هذه المجموعة لاستخدام الضغط السياسي والإعلامي الخارجي في جزء من مصالح مشتركة بين أطراف داخلية وأخرى خارجية".

وتضيف: "لن يفهم بعض النساء هذا التلاعب، فالفطرة النقية لهن وما يحدث من تعسف في استخدام الولاية يجعل قلة من النساء السعوديات المتضررات يندفعن خلف هذ النوع من المطالبات، والإعلام الغربي لطالما شوه صورة السعودية، أقول "هذا النوع من الاستعانة بتلك الجهات خيانة وانعدام وطنية وانحطاط قيمي وأخلاقي وكل من يقوم بهذا الفعل لا يستحق الاحترام ولا الشكر ونطالب بإجراءات رادعة له، فما تجرأت تلك المنظمات علينا وعلى بلدنا إلا بجناية هؤلاء علينا".

من جهة أخرى وجهت الكاتبة ريم آل عاطف رسالة عبر حسابها بتويتر لصحيفة نيويورك تايمز قائلة: "‏إلى أميركا التي تدس أنفها في شؤوننا؛ إلى صحيفة نيويورك تايمز؛ التي تعد تقاريرها عن حقوق السعوديات مقالي رسالة من امرأة سعودية.

وكتبت في مقالها أرقاما توضح حقيقة الحياة التي تعيشها المرأة الأمريكية وكيف أن لها الكثير من الحقوق لم تأخذها بعد.

واستشهدت الكاتبة بمقال لكاتبة أمريكية تبين أن بنات بلدها الأميركيات لم يحصلن على المساواة وأنها وهن وأكثر من 22%من النساء تعرضن للاعتداء الجسدي من قبل زوج أو صديق؛ و89%من الخدم وعمال التنظيف هم من النساء.

وتضيف أن أمريكا بسياستها وقوانينها ومنظماتها الحقوقية فشلت في معالجة قضايا المرأة الأمريكية ورعايتها وتوفير الأمن والأمان لها؛ ومع ذلك تجدهم مشغولين بالمرأة السعودية.

وكتبت أستاذة الحديث بجامعة الأميرة نورة، مشرفة مركز النجاح للاستشارات التربوية الدكتورة رقية المحارب: "نصف النساء البريطانيات يتعرضن للتحرش في مكان، يمكنكم التواصل معهن ليتكلمن عن حياتهن وآرائهن، وطموحاتهن!".

وأضافت أن: “٧٥٪ من النساء البريطانيات يعانين من اكتئاب نفسي بسبب الضغوط المالية! تواصلوا معهن.. وهناك ٨ ملايين امرأة في أمريكا يعشن وحيدات مع أطفالهن دون أي مساعدات خارجية منذ عشرين سنة! حاوروهن!”.

الجدير بالذكر أن الاستبيان أثار ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أظهر المغردون السعوديون مقاطع فيديو تبين كيف أن المرأة الأمريكية تهان وتعامل بطريقة وحشية، ودشنوا هاشتاق #جرايم_امريكا_ضد_المراة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org