"سعود العوض" شاب سعودي يبلغ من العمر ١٦ عامًا لم يدر في مخيلته وأسرته أن إعاقة وتأخر ظهور أسنانه العلوية في الجهة اليسرى من الفم سوف يأخذ مدة زمنية طويلة على الرغم من كثرة المراجعات والاستشارات، الأمر الذي أثار دكتور الأسنان السعودي عبدالله بن عبيد العنزي الحاصل على شهادة البورد السويدي في تقويم الأسنان وعظام الوجه والفكين الذي بدوره دعاه للشروع المباشر في استقصاء المشكلة وبحث أسبابها سعيًا لعلاجها.
وتفصيلاً, قال الدكتور "العنزي" في حديثه لـ"سبق" إن المفاجأة كانت بعد عمل الأشعة التشخيصية اكتشاف نسيج تخلقي كبير متوسط الجهة اليسرى من الفك العلوي مسببًا التصاق بعض الأسنان بِه وإزاحة أسنان أخرى مما أدى إلى إعاقة وانعدام ظهورها في تلك الجهة.
وأضاف : بعد الجلوس مع الشاب سعود وذويه وشرح الحالة لهم واستعراض التحديات المتوقعة ووضع خطة عمل متعددة المراحل لمعالجة الحالة سعيًا لتأهيل الفم من جديد وظيفيًا وجماليًا.
وتابع: المرحلة الأولى من العلاج بدأت مطلع 2015 وتمثلت في التدخل الجراحي تحت التخدير الكامل لإزالة النسيج المتسبب في المشكلة تلاها بعد عدة أشهر المرحلة الثانية والتي كانت الأطول زمنيًا حيث خصصت لإخراج وتقويم المتبقي من الأسنان والعمل على المحافظة عليها منعًا لفقدانها بسبب ضعف الأنسجة المحيطة بها.
وأكد أنه بعد هاتين المرحلتين من العلاج وارتياح المريض وذويه وارتفاع المعنويات نظرًا لما تحقق من نتائج وظيفية وجمالية، سيتم تقييم الحاجة إلى مرحلة علاجية ثالثة بعد فترة زمنية لا تقل عن سنتين يقاس بعدها النمو العام وتحدد درجة الاحتياج إلى تقويم الفك جراحيًا نظرًا لتأثر نمو الفك العلوي وكذلك الحاجة إلى طعم عظمي في المنطقة المصابة.
وفي ختام حديثه لـ"سبق" أكد أن من مسؤوليات الأطباء والأسر الانتباه إلى أي اضطراب أو تأخر في بزوغ أسنان الأبناء خصوصًا إذا كانت مدة التأخر طويلة وغير مبررة, منوّهًا بأنه من المؤكد أن هناك حالات أخرى في أماكن أخرى ما زالت غير مكتشفة ولا بد من اتخاذ إجراءات وسياسات جديدة تُسهم في الحد منها بسرعة اكتشافها ومعالجتها خصوصًا أن المملكة ولله الحمد غنية بالكفاءات القادرة على إحداث نقلة نوعية في الخدمات على مختلف الأصعدة الطبية والتدريبية والإدارية.
