شاهد.. "البقمي" يخطف أنظار زوار "حكايا مسك" بموهبة "المسامير والصوف"

روى ذكرياته من الإحباط إلى الإبداع
شاهد.. "البقمي" يخطف أنظار زوار "حكايا مسك" بموهبة "المسامير والصوف"

رغم عدم تقبّل المحيطين حوله لهواياته وإبداعاته، لم ييأس الشاب "فلاح البقمي" من مزاولة عِشقه "قلم رصاص وورقة بيضاء" لمداعبة أفكاره وتفريغ طاقاته، بل واصل حلمه حتى ارتقى عتبة أخرى من الإبداع، جعلته يحمل حقيبةً خاصةً مليئةً بالمسامير وخيوط الصوف، ويُحاكي المجتمع من خلالها حتى نال التميّز والتألق في المناسبات والمحافل.

تلك المقدمة هي ملخص لقصّة وحكاية الشاب "البقمي" الذي فرض وجوده كشاب سعودي مُبدع، وله نصيب الإقبال والتألق في فعاليات مهرجان "حكايا مسك" الذي اختتمت فعالياته مساء الليلة.

"البقمي" استقبل "سبق" بوجهٍ بشوش، وحوله زوارٌ كُثر للركن الخاص به في المهرجان، وقد بدأ في سِرد بعض من ذكرياته مع الفن التشكيلي، وكيف انتقل لمرحلة الرسم باستخدام المسامير والخيوط الصوف، لتُعطي طابعًا جماليًّا سرق أنظار زوار المهرجان.

وقال لـ"سبق": "اكتشفت هواية الرسم لديّ قبل 7 أعوام؛ عندما كُنت في مرحلة بطالة عن العمل، وتوفّر وقت فراغ لدي كبير، وكانت قبل سنوات، حينها بدأت أعبر بقلم الرصاص، وأحاكي ما يدور في خلدي بحثًا عن الترفيه وضياع الوقت".

وأضاف "البقمي": "عرضت رسوماتي المتواضعة على أهلي وأصدقائي فوجدت السخرية وعبارات التحطيم التي أضعفت عزيمتي، إلا أن وقت الفراغ وعدم توفّر البديل بالنسبة لي جعلني استمر وأواصل هذه الرسومات ولو للتسلية، قبل أن يطّلع أحد أقاربي ويُدعى "فيصل" على أعمالي، رغم كونه لا يجيد الفن التشكيلي؛ إلا أنه بادر بعبارات الدعم والتشجيع التي كان لها الأثر الكبير على عودتي بقوة لقلمي، وأمامي أحلامٌ أنتظر تحقّقها".

وأردف قائلًا: "كنت عندما أتوقف بمركبتي استغلُّ وقت الانتظار لمداعبة قلمي بحثًا عن إخراج أعمالٍ أفضل أقدّمها لدِاعمي ومن يقف بجانبي؛ لعلّي أنال منه جرعةً من التفاؤل والتشجيع، بينما في المقابل أصبحت أتجنّب عرض أعمالي على أسرتي أو أصدقائي الذين اعتدت منهم السخرية لا غير ذلك مع الأسف".

وأكّد "البقمي" أن مُلهمة الرسم باستخدام المسامير والخيوط الصوف؛ بدأت مُنذ عامين تقريبًا، حينما وصلني مقطع مرئي لفنان تشكيلي أجاد هذه المهارة بإتقان، فقرّرت خوض تجربتها، رغم كونها معروفة عالميًّا".

وأضاف: "بدأت بتجربة لوح خشبي لا يتجاوز 40 سم × 40 سم، واخترت أن أبدأ بصورة الملك سلمان –حفظه الله–، وأعجبت بالنتيجة التي لم أكن أتوقّعها، فواصلت تطوير الفكرة؛ كزيادة عدد المسامير ومساحة الرسم، وغيرها من اللمسات التي لاقت استحسان المتابعين، وأثمرت عن مشاركتي ولله الحمد في محافل كُثر تحت مظلّة مؤسسة مِسك الخيرية، وكذلك في جامعة الأمير سلطان بن عبد العزيز ضمن فعاليات "الفن عطاء"، ومشاركتي هذا العام في مهرجان سوق عكاظ بالطائف".

وأشار "البقمي" إلى أنه يستخدم في رسوماته ما لا يقل عن ألف مسمار، ويعشق استخدام لون موحّد في رسوماته، ويستغرق العمل الواحد منه قرابة 20 ساعة؛ الأمر الذي جعل مَنْ حوله من أسرته وأصدقائه يُغيّرون نظرتهم السلبية تجاه أعمالي، ويبدؤون بطلب أعمال تخصّهم، ويُثنون على ما أُقدّم وغيرهم من المتابعين ولله الحمد".

وعن مراحل الرسم لديه قال: "أعمالي تبدأ بالتخطيط للفكرة، ثم تثبيت المسامير على اللوحة الخشبية، قبل أن تبدأ مرحلة التلاعب بالخيوط مع المسامير، حسب التخطيط والرسم، باعتبار أن أي عمل يعتمد على دِقة التخطيط الذي هو لبنة التأسيس".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org