الحج والدفاع عن المقدسات الإسلامية سببان يقودان للجنة بعد رحمة الرب؛ وهما الهم الذي جمع أمًّا سودانيةً مع ابنها الذي يتلقى العلاج من أثر تلك الجراح التي تنزف نقاءً وتضحية لجمع كلمة المسلمين على قلب رجل واحد.
وبتعابير الفرح والحزن والمشاعر المختلطة فرحة بالحج وحزنا على إصابة ابنها، وصلت الحاجة السودانية "سمية أحمد محجوب" أرضَ مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، بعدما شملتها مكرمة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالانضمام لضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من أسر شهداء ومصابي دولة السودان المشاركين بعاصفة الحزم وإعادة الأمل.
وحين وصولها أخبرت الحاجةُ إدارةَ البرنامج بوجود ابنها على السرير الأبيض في مستشفى الهدا للقوات المسلحة بالطائف، مناشدة زيارته، وتجاوبت الإدارة سريعًا وجرى الترتيب، وما إن أتمت "سمية" حجَّها حتى رافقت زوجها الذي يحظى بذات الشرف.
في المستشفى لا يمكن وصف تلك النبضات المتسارعة من قلب الأم، ولحظات الترقب والشغف الذي فطر جسد الأب، وما أن وقعت عيونهم على ابنهم البطل إلا وانهمرت الدموع وتزاحمت الدعوات، وكانت لحالته الصحية الجيدة معنويات عالية لقلبَي الوالدين، وفرحة لا توصف والأمنيات تكتمل.
وأبدت الحاجة "سميه" بالغ سرورها للعناية الجيدة لحالة ابنها، واستدارت، وقالت: "أشكر كل الفريق العامل على صحة ابني أحمد وكل من سهل لي الإجراءات، وربنا يشفيه ويعافيه يا رب العالمين هو ومن معاه، وربنا قادر على كل شيء وأشكر خادم الحرمين الشريفين الذي منحني فرحتين فرحة الحج وفرحة رؤية ابني".
كما عبر والد المصاب الحاج "محمد أحمد محجوب": "نقول للملك: جزاه الله خيراً على هذه الخدمة الجليلة التي قدمها لنا، وأتمنى لابني الشفاء العاجل ويرجع لنا بالسلامة بإذن الله، ويعود ثاني للحدود للدفاع عن أرض الحرمين بعدما يتعافى إن شاء الله".