شاهد.. المجتمع الحائلي يرحب بمواطن نفّذ شرط "الجلوة" للتنازل عن ابنه القاتل

تبرع رجال أعمال بفلّة مؤثثة وعدد من المنازل له ولأسرته.. وامتدحه الشعراء
ناجي بن ناصر بن نصّار
ناجي بن ناصر بن نصّارHasib

رحّب المجتمع الحائلي بكافة أطيافه، منذ أمس الأول، بقدوم المواطن ناجي بن ناصر بن نصّار الصملة السبيعي وأسرته، من محافظة الخرمة، بعد تنفيذهم شرط "الجلوة" الذي اشترطه سالم بن هادي بن نصّار الصملة السبيعي بعد تنازله في 27 جمادى الأولى 1443هـ عن ماجد بن ناجي السبيعي الذي قتل ابنه - رحمه الله.

وتفصيلًا: تبرع رجل الأعمال راضي بن سنيد السلماني الشمري، بفُلّة مؤثثة للمواطن ناجي وجميع أسرته، كما أعلن محمد مطني السعدون الغيثي تبرعَه بمنزل للمواطن ناجي وأسرته، وتبرع دخيّل عبدالله الشهيل التميمي بمنزل مؤثث لمدة غير محدودة لناجي وأسرته، كما تبرع ناصر بن منيع الخليوي بإيجار منزل لناجي وأسرته، كما تبرع أحمد الشطي المسطح بدفع إيجار دور أرضي مدى الحياة لناجي وأسرته، تبرع ماجد العديم الشمري بتوفير منتجع مؤثث لناجي وأسرته في ضاحية القاعد شمال حائل.

وفاضت قريحة بعض الشعراء بهذه المناسبة؛ حيث قال الشاعر فاضل بن حميّد:

من يلوم السبيعي يوم يختار حايل .. أشهد انه مضيع صبح والشمس حيه

السبيعي من أصقورٍ تهوز الطوايل .. طيرٍ حرٍ تخير شامخات النصية

والله اللي خلقنا من شعوب وقبايل .. والوطن تاج رأس ونفتخر بالهويه

وقال الشاعر ممدوح المشيط:

ودّعت ربعك والجماعه واهاليك .. وبك رحبت شمّر ورحّب جبلها

جيت بشموخ سبيع والمجد كاسيك .. وسبيع بالتاريخ م احدٍ جهلها

حنا هلك والأرض هذي اراضيك .. والدار دارك والجبال وسهلها

وراضي باسم ربعي بصوته يناديك.. إقلط على راضي وراضي بطلها

وقال الشاعر ماجد المشعلي الرشيدي:

رحلتك نصار ماهانت علينا .. لك محبه والغلا شيكه تصدر

لو تغيب سنين لابدك تجينا = لازم ان الحي يلقى لو تأخر

حكمة الله والقدر مكتوب فينا = وانت يالمخلوق ماشي بالمقدر

رحت من غلبا سبيع وجيت لينا = رحبت بك دار حايل واهل شمر

وكان ولي الدم سالم بن هادي بن نصّار الصملة السبيعي قد تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله مقابل "جلوة آل ناجي" ناجي بن ناصر بن نصّار الصملة السبيعي، وجميع أبنائه، وأن يبقى "ماجد" قاتل ابنه في السجن ثلاثين عامًا.

وبعد شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- تدخل أهل الخير من الأسرة المالكة وقبيلة سبيع وكافة القبائل؛ خفّف ولي الدم الشروط لتصبح سجن القاتل خمسة عشر عامًا، والعفو عن ستة من أبناء ناجي إخوان القاتل؛ وهم: "محسن، وعايض، وعبدالله، ومحمد، وناصر، وظافر" من الجلوة، فيما أبقي شرط جلوة والد القاتل "ناجي بن ناصر بن نصّار الصملة السبيعي" وأبنائه إخوان القاتل "هادي وشباب ومطلق وماجد" إلى منطقة جازان أو إلى مناطق شمال المملكة، فيما اشترطوا عدم إقامة الحفلات بعد خروج السجين "ماجد"، كما اشترطوا عدم التدخل لطلب الشفاعة لتخفيف تلك الشروط، وأن يُمهل والد القتيل وأبناؤه الذين شُرط عليهم الجلوة شهرين اعتبارًا من 11 شعبان 1443هـ وتنتهي في 11 شوال 1443هـ.

يذكر أن محافظة الخرمة في منطقة مكة المكرمة تبعد 800 كلم عن حائل.

وعن "الجلوة" التي اشترطها ولي الدم على قاتل ابنه وعائلته، فهي من العادات القبلية المعروفة لدى قبائل الجزيرة العربية وبعض الدول العربية التي تقطنها قبائل تأخذ طابع البادية، وتتمثل الجلوة بطلب المجني عليهم ترحيل الجاني "مرتكب جريمة القتل أو العِرض" وأسرته من الجَد الخامس نزولًا حتى الجاني، إلى منطقة بعيدة عادة تُقدّر بألا تقل عن مسافة 500 كلم من منطقة المجني عليهم؛ وذلك درءًا للمشاكل التي قد تنشأ بين عوائل المجني عليه والجاني مستقبلًا، وقد تتسبب بإراقة الدماء، فيما شرعت قبائل كثيرة مؤخرًا بقصرها على الجاني وعائلته التي تشمل والديه وإخوته وأبناءهم، فيما استثنت العادات القبلية مؤخرًا جلوة أخوات الجاني أو ما يدخل ضمن عائلته من الدرجة الأولى والثانية، والمتزوجات من رجال يقطنون نفس منطقة المجني عليهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org