
تسبّبت الأمطار الأخيرة التي هطلت على العاصمة الرياض، في نبش عديد من القبور داخل مقبرة "جنوب الرياض" التي تُعرف لدى العامة باسم "المنصورية"؛ حيث انهار عديد من القبور، وتكوّنت فتحات قد تُرى من خلالها الجُثث الحديثة في دفنها، كذلك رُفات العظام للمدفونين بداخلها من الأموات.
هذه المشاهد لم تُراع حرمتها من قِبل العمالة التي لم تُباشر مهامها في إعادة تلك القبور إلى وضعها الطبيعي؛ بل تركتها؛ حيث أصبحت عُرضة للحيوانات الزاحفة والضالة، التي يُشتبه في أن تكون قد وصلت إليها.
أُسّست مقبرة جنوب الرياض قبل 14 عاماً، وتشرف عليها عمالة أجنبية؛ إلا أن بعضاً منهم ترك تلك الانهيارات التي تُشاهَد من قِبلهم ولم يتولوا إعادة تلك القبور إلى وضعها الطبيعي، أو حتى إبلاغ المسؤولين بها، حتى أن كثيراً مِمّن يدخلونها لدفن قريب لهم أو المُشاركة في ذلك، يشهدون ذلك الانهيار والهدم الذي طالَ تلك القبور، وسط امتعاض وحُزن منهم على حال مَن بداخلها، بعد الإهمال الذي طالهم والتقصير في حُرمة الميت.
وكان المواطن "فيصل بن علي العلي"، قد بادرَ بإبلاغ عمليات أمانة الرياض، على الرقم (940) بالحال المؤسف الذي ظهرت عليه المقبرة، ووردته رسالة على هاتفه، مفادها: "شكراً لاتصالك رقم بلاغك: (160403210288)، وتمّ توجيه بلاغك إلى الإدارة العامة لصحة البيئة".
ناشد "العلي"، عبر "سبق"، الوقوف على هذه المقبرة، والعمل على إعادة ترميم تلك القبور المفتوحة، بإغلاقها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي التي كانت عليه، بعد أن انهارت ونزلت عن مستوى الأرض، وقال: "العمالة الموجودة لا يعون حُرمة الميت، ولا يبادرون بخدمة المقبرة؛ حيث واجهتهم وطلبت منهم العمل على دفن تلك القبور ومعالجتها، لكنهم لم يستجيبوا وكأن الأمر لا يعنيهم".