صَبّت الابتلاءات على أسرة علي قطامي الريثي؛ من كل صوب؛ بعد وفاة أبيهم الذي كان يعول أسرة ضخمة مكوّنة من أكثر من 20 شخصاً هم ابناؤه وأمهم وأبناء ابنته الأرملة بعد أن فقدت هي الأخرى زوجها في وقتٍ سابق.
حجرات متناثرة
تسكن هذه الأسرة في حجرات متناثرة من الصفيح الصابون بوادي القفع بحميرة في مركز عمود بمحافظة ريث جازان، تفتقر لأدنى مقومات السكن، فضلاً عن وقوعها بوادٍ سحيقٍ ناءٍ، أقرب جارٍ لهم يبعد أكثر من ثلاثة كيلو مترات عبر طريق ترابي وعر ومتعب وسيئ للغاية.
بطاقة مرهونة
لم يبقَ من حطام الدنيا لـ "علي قطامي"؛ الذي وافته المنية قبل أسبوعين هو وأحد أبنائه؛ إثر حادث مروري، سوى غنيمات وبطاقة صرّاف آلي مرهونة بدين وهي التي صُرفت له من الضمان الاجتماعي، وبعد تراكم الديون عليه على مدى عقود؛ تجاوزت مليوني ريال، أخذ يصارع الفقر بالدين حتى أصبح أمام رقم يعجز عن سداده تاركاً عائلته تجابه الفقر بهذه البطاقة المرهونة.
حلم ومعجزة
ضاقت الأرض بـ "محمد" ذي الـ ٢٥ عاماَ وهو أب لثلاثة أولاد؛ حيث كان والده مَن يعولهم؛ لأنه عاطل عن العمل، ووقع الابن بين فراق والده وشقيقه من جهة، وبين كيفية قضاء دين والده، فضلاً عن عجزه عن تحمّله مسؤولية أسرة كبيرة وهو صفر اليدين، معتبراً قضاء دين أبيه حلماً ومعجزة في آنٍ واحدٍ؛ بعد أن أصبح بين أمرين كليهما أشد مرارةً "الدين والأسرة الكبيرة".
مجتمع مترابط
استطاع أهالي القرية والقرى المجاورة، أن يجمعوا المئات من الماشية بأنواعها وسيارة حديثة ومبالغ مالية منهم في قضاء دين "قطامي"؛ لكن لم يكتمل المبلغ الذي يأملون في إكماله بأسرع وقتٍ لإبراء ذمته.
الفقر والحج
وذكر أهالي القرية، أن لـ "قطامي"، فضلاً - بعد الله - في حج الكثير من أهالي منطقته؛ حيث حجّ "قطامي" 50 حجة جميعها كان يأخذ فيها عدداً من أصحاب منطقته ليحجوا معه، ويبيّن لهم كيفية المناسك، محتسباً ذلك عند الله تعالى.
مطالب متواضعة
ناشد أهالي القرية، أهل الخير المساهمة في تامين سكن لأسرة "قطامي" في أحد الأماكن المأهولة والقريبة من المدارس بعد أن أصبحوا في وضعٍ يُرثى له بعد فقدوا أباهم.