هناك بالشمال الغربي من مركز قنا، وتحديدًا في وادي الحازم، يقع "غار الصبايا"، ذلك التكوين الصخري الذي لا يتجاوز عرضه الشبر، ولا يزال يحكي قصصًا من الماضي أشبه ما تكون بالخيال؛ فكم توافد عليه من النساء لقياس الرشاقة والتباهي بحسن القوام وجمال القد! وذلك من خلال العبور من وسطه. إنه مَعْلم ساد ثم باد، وأعادته وسائل التواصل الاجتماعي للواجهة.
وتفصيلاً، قال العم أحمد بن زايد الخريصي (73 عامًا) لـ"سبق": "أدركت وعشت المشهد المتمثل في توافد النساء على ذلك الغار، ثم العبور من داخله؛ إذ كنَّ يتباهين برشاقة القوام وصِغَر الخصر لمن تجتاز ذلك الاختبار العملي منذ أكثر من 60 عامًا. ولا زلت أتخيل المشهد الذي لم يغب عن مخيلتي، وذلك التباهي بمن تستطيع عبوره".
وقال "الخريصي": "ساعد وجود ذلك الغار في وسط الطريق الوحيد، الذي كان يربط مركز قنا ببقية مراكز ومحافظات المنطقة سابقًا، في شهرته والتوافد عليه.. إلا أن الحياة تغيَّرت، وبقي ذلك الغار حديث مجالس تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل".
من جهته، قال "الحسين الأخرش"، وهو تربوي ومهتم بتاريخ وتراث المركز: "غاب الغار عن المشهد خلال الفترة الماضية إلا أنه مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ظهر مرة أخرى على السطح، وبدأ يعود إلى سابق عهده، ويستعيد أهميته بوصفه مَعْلمًا نادرًا لقياس رشاقة النساء".
وأكد توافد الكثير من الجنسين مؤخرًا من داخل المنطقة وخارجها إليه. مضيفًا بأنه قديم قِدَم التاريخ، ولا يمكن تحديد فترة زمنية له.. وقد ساعدت عوامل التعرية بفعل السيول الجارفة في نحته.