شاهد "فرحة العرسان".. حفل زواج جماعي لـ160 من ذوي الإعاقة بالرياض
عبر عدد من عرسان حفل الزواج الجماعي الـ11 للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، الذي أقيم أمس بالرياض، عن سعادتهم الكبيرة بإتمام الزواج، وقدموا بهذه المناسبة شكرهم وتقديرهم لكل من شاركهم أمسية الفرح والسعادة وساهم في صنع أجمل أيامهم.
ووصف العرسان، في تصريحات لـ"سبق" رعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لجمعية الإعاقة الحركية للكبار "حركية"، لحفل الزواج، بأنها تتويج لهذه الفرحة.
وتفصيلاً، رصدت "سبق" ألوان الفرح ومشاعر البهجة التي ملأت قاعة الخزامى لترسم البسمة على وجوه العرسان من ذوي الإعاقة الحركية، فيما استعرض عضو جمعية "حركية" إبراهيم عبدالله الهداب، الخدمات التي تقدمها الجمعية لمنسوبيها، مشيراً إلى أن الجمعية قطعت شوطًا كبيرًا في خدمة ذوي الإعاقة في جميع المجالات.
وأثنى "الهداب" على النجاح في تزويج 160 معاقًا ومعاقة في ليلة واحدة، مبيناً أنها ثمرة الجهود الكبيرة التي يقف خلفها المحبون والداعمون لهذه الجمعية المباركة، سائلاً الله للعرسان التوفيق والسعادة في حياتهم الزوجية.
من جهته، أعرب العريس سعد القحطاني عن سعادته الكبيرة بالزواج وقال: "الحمد لله على إكمال نصف ديني بفضل الله ثم بدعم الأهل والأقارب، ونوه ببرنامج الجمعية للمساعدة على الإنجاب داعيًا للاستفادة منه".
بدوره تحدث العريس محمد الغامدي الذي يعاني من نقص في الأطراف ويعمل منسق مشروع في جامعة الملك سعود، عن دور جمعية "حركية" في مساعدته في رحلة الزواج بداية من خلال برنامج توافق، منوهاً بدعمها المتواصل ووقوفها الى جانب المعاق في كل جوانب حياته وأحواله وظروفه.
ولفت إلى أن الإنسان يمكنه تعويض أي جانب نقص في حياته بفضل التقنية والتطور والتسهيلات والإمكانيات التي نعيشها في بلادنا، إلا أن يكون هذا الشخص محبطًا ويشعر باليأس ونقص الهمة وعزيمة، فهي مشكلة نفسية لا حل لها إلا بيد الإنسان نفسه، متحدثاً عن ذاته بأنه "ولله الحمد يعمل وتزوج ويقود سيارته بنفسه ويتنقل عبر كرسيه المتحرك".
وأشاد العريس سطام الحربي بصحيفة "سبق" ودورها الإعلامي والاجتماعي في الوقوف دائمًا مع ذوي الاعاقة، معبراً عن شكره وتقديره لأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر لرعايته الحفل، وكذلك حضور المدعوين الذين شاركوا في صناعة فرحتهم ويومهم السعيد.
كما قدم "الحربي" وهو خريج إدارة أعمال ويعمل موظفاً في جمعية "عزم" لذوي الإعاقة بمنطقة القصيم، شكره لوالديه وكل من سانده في حياته الدراسية والعملية ورحلته الآن للاستقرار الأسري.
واختتم باعثًا برسالة أمل وتفاؤل؛ حيث يقول: "الإعاقة ليست نهاية الحياة؛ بل بداية لحياة جديدة تكون فيها مصدر إلهام للآخرين، فقد اختارك الله ليبتليك ثم يعوضك بأشياء أجمل وأعظم في الدنيا والآخرة"، داعيًا أسر ذوي الإعاقة إلى دعم أبنائهم وتحفيزهم للنجاح في حياتهم.
وتخللت مراسم زفة العرسان، العرضة النجدية، وعدد من فقرات الفرح ابتهاجًا بهذه المناسبة.
ويهدف برنامج الزواج الجماعي في "حركية" إلى تحقيق رغبات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية بالزواج، والاستقرار الأسري والنفسي للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وأمنيتهم في الأمومة والأبوّة من خلال إنجاب الأبناء، والتشجيع على الزواج بتكاليف معتدلة وترشيد نفقاته.
كما يتضمن برنامج الزواج الجماعي عددًا من الخدمات؛ حيث يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية البحث عن شريك عبر منصة "توافق حركية" بالجمعية.
وتنظم الجمعية دورات تثقيفية وإرشادية عن الحياة الزوجية والأسرية، لرفع مستوى ثقافة الزواج لدى المستفيدين، وتقديم إعانات مادية وعينية تصل إلى 30 ألف ريال؛ جزء منها نقدي، وآخر لتوفير أثاث وأجهزة منزلية ومستلزمات بيت الزوجية، إضافة إلى إدراج المقبلين على الزواج ضمن برامـج المسـاعدة علــى الإنجاب بالتعاون مع المراكز المتخصصة.
وتحرص جمعية "حركية" على تنظيم دورات تأهيلية وإرشادية للمقبلين على الزواج من الجنسين، للتعرف على واجباتهم ومسؤولياتهم ودورهم في تكوين أسرة مثالية، إضافةً إلى كيفية التعامل مع الخلافات الزوجية وحسن إدارتها وأهم العوامل لإنجاح الزواج، فيما يبلغ إجمالي عدد المستفيدين من برنامج الزواج منذ انطلاقته أكثر من 1500 عريس وعروس، بواقع عشر حفلات زواج جماعي.