بولوكمبا - تصوير: عبدالرحمن الفيفي : يعرف الكثير عن إندونيسيا أنَّها بلد سياحي فقط، لكنهم يجهلون أنَّها بلد صناعي ومنتج ومن أبرز الصناعات لديهم هي صناعة السفن ولا تكاد تمر جزيرة حتى تشاهد مصانع للسفن ومن أكبر المصانع هناك هو "مصنع حاج ألي بوات" بمنطقة بولوكومبا بسولاويسي الجنوبية.
وبحسب إفادة موظفي المصنع، فقد أنشئ في القرن الرابع عشر ويعد أقدمها في إندونيسيا يعمل عليه العمال الإندونيسيون بيد أنهم يقومون بتصنيع السفن على الشاطئ ويجهزونها بكل شيء من غرف نوم وجلوس وساحات طعام وغير ذلك حتى بات هذا الجسم الضخم أشبه بالمنزل المتنقل المعد بكل شيء وكل هذا يتم بأدوات متواضعة وفي موقع لا يؤهل لصناعة مثل هذا البناء الهائل الذي تُوفر له الدول مواقع كبيرة وعتادًا قويًا.
وبدأ المصنع زاخرًا بعددٍ من السفن الضخمة بعضها في طور التصنيع وبعضها في مراحلها الأخيرة وتستغرق مدة بناء جسمها سنة كاملة ومع الإكسسوارات والجماليات تصل لسنتين ويحرص المصنع على بناء شكل واحد من السفن بعامودين وهو الطراز الذي تعلموه من أجدادهم مؤسسي هذا المصنع. لكنه بالطبع يستقبل موديلات وأشكالاً من شخصيات أوروبية وخليجية ورجال أعمال يطلبون عملها كالسفن السياحية المجهزة بكل سبل الرفاهية والراحة، وبحسب حديث مدير المصنع فهم يبيعون السفينة الواحدة من دون إكسسوارات فقط الهيكل الخارجي بـ٦ مليارات روبية، واللافت في هذا أنهم يستخدمون الخشب المحلي في تصنيعها يأتون به من سولاويسي الجنوبية الشرقية وهو خشب قوي ومتماسك ويقاوم الماء وعوامل البحر ويمتاز بالصلابة والقوة.
أيادٍ تعمل وابتسامات لا تنطفئ وأصوات مطارق تسترعي انتباهك هذا هو العنوان الذي تستطيع قوله أثناء مرورك بالعمال وهم منهمكون بالعمل كل حسب تخصصه وتسلق فريق "سبق" سفينة قد انتهت مرحلتها الأولى حيث الغرف الخاصة والجلسات والمطعم والتصميم الهندسي الرائع وهي على وشك تسليمها لصاحبها, ويسرق نظرك العمل السريع على شاطئ النهر الذي أكسب المصنع جمالاً آخر.