تسلسلت قبور الأم وفلذات كبدها الأربع في مقبرة قرى مشلحةـ بعدما لقوا حتفهم غرقًا في وادي أبو حتارة، بعدما جرفتهم قوة السيل، مخلدةً المأساة في القرى التي لطالما حلمت بتوفير عبارات تقيهم شر الغرق والاحتجازات.
بدأت خيوط المأساة عندما كانت العائلة المنكوبة عائدة إلى قرية مشلحة لتصادف جريان وادي "أبو حتارة"، وقد جرى مانعهم من الوصول إلى منازلهم؛ وهو الأمر الذي جعل قائد المركبة- الناجي الوحيد من الحادثة- يجازف محاولاً عبور السيل، إلا أن جريان المياه كان قويًا؛ ما تسبب في جرف المركبة ووفاة الأم وأربعة من أبنائها.
وتبقى من الأسرة المنكوبة والدهم والابن الناجي، الذي يعيش حالة نفسية صعبة من هول الفاجعة، فيما كان قد شيّع الجموع ضحايا الحادث عقب صلاة العشاء يوم أمس .
إلى هذا رفع سكان القرية وقرى مجاورة لها شكاوهم إلى وزير الشؤون البلدية والقروية ، بعدما تواصلت معاناتهم منذ عشرات السنين في ظل تنمية تشهدها قرى في محافظات أخرى، مطالبين الوزير بتكليف لجنة لإنصافهم لما تعاني منه قراهم من مخاطر سيول للانعدام السدود الخرسانية والجسور ، بعدما تعرض المارة لمخاطر المجازفة في أودية طناطن ومشلحة والوجية .
وكانت قد شهدت القرى فاجعة في العام الماضي ، وتابعتها "سبق" بمجرياتها ، لوفاة أحد السكان مصاب بمرضٍ في القلب على جانب وادي "أبو حتارة" لعدم تمكن الإسعاف من الوصول له من جراء مياه الوادي التي تجري بقوة ، من المجرى التابع للبلدية الذي تقدم بشأنه الأهالي بعشرات الشكاوى دون حل منها ، ولتتكرر المأساة مجددًا بعد غرق عائلة في الوادي نفسه ، ماتسبب في وفاة الأم وأربعة من أبنائها .