تُشكّل سوسة النخيل الحمراء هاجس قلق يزعج مزارعي النخيل في محافظة الأفلاج؛ وذلك بعد البدء في انتشارها في عدد من المواقع بالمحافظة.
وقال أحد أشهر مزارعي النخيل بالأفلاج محمد بن عبدالعزيز الغياثات لـ"سبق": إن سوسة النخيل بدأت في الانتشار بالمحافظة؛ برغم الجهود الذي يبذلها فريقا في "زراعة الأفلاج".
وأضاف: تفتقر فِرَق مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالمحافظة لعدد من المعدات للقضاء على تلك الآفة؛ ولعل أبرزها: آلة الفرم التي تُعتبر أهم الأجهزة للقضاء على السوسة وغيرها من الأجهزة؛ مؤكداً أنه تم إزالة 130 نخلة من مزرعته ولم يتم تعويضه.
وطالَبَ "الغياثات" بضرورة التعاون بين المزارعين ومكافحة السوسة؛ للقضاء على تلك الآفة الخطيرة التي بدأت في الانتشار بالأفلاج منذ حوالى ثمان سنوات.
من جانبه، أوضح مشرف برنامج سوسة النخيل الحمراء بزراعة الأفلاج عبدالله بن ظافر الودعاني، أن فريق العمل فَحَصَ -خلال العام الماضي- 562799 نخلة، وكان هناك 2324 نخلة مصابة، وتم إزالة 140 نخلة مصابة؛ فيما تم معالجة 2721 نخلة، وتم رش 155263 من النخيل.
يُذكر أن هناك مسحاً شهرياً على كافة مَزارع النخيل بالمحافظة، يقوم به فريق برنامج سوسة النخيل.
من جانبه، أكد رئيس قسم وقاية النبات بكلية علوم الأغذية والزراعة جامعة الملك سعود وعضو اللجنة العلمية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء بوزارة البيئة والمياه والزراعة، أ.د.هذال بن محمد آل ظافر، لـ"سبق" أن سوسة النخيل الحمراء تتبع فصيلة غمدية الأجنحة (الخنافس والسوس)، وهذه الآفة دخلت للمملكة العربية السعودية في عام ١٩٨٧م، وكانت بداية الإصابة بها في منطقة القطيف، ثم انتشرت منها إلى العديد من مناطق المملكة.
وأضاف: هذه الآفة تُعَد أخطر الآفات على نخيل التمر في المملكة؛ حيث تؤدي الإصابة بهذه الآفة إلى تجويف النخلة ومن ثم سقوطها.
وعن كيفية حدوث الإصابة بها، قال "آل ظافر": تدخل الحشرة إلى جذع النخلة عند توفر النسيج الغض الطري المناسب لتغذيتها؛ ومن ثم وضع البيض. ومن الأمثلة على ذلك: الفسائل، والرواكيب، والجروح التي يُحدِثها المنشار الكهربائي في قواعد الكرب عند التكريب به، وكذلك الجروح الأخرى من آفات حشرية أخرى أو فئران أو غيرها؛ فمتى تَوَفّر الجرح في جذع النخلة كان مكاناً مناسباً لتغذيتها ووضع البيض؛ حتى ولو كان الجرح بسيطاً جداً بحيث لا يتسع لدخولها؛ فسوف تجسه بخرطومها ثم تدير مؤخرتها لتضع البيض في تلك الأنسجة بواسطة آلة وضع البيض المدببة التي تشبه الإبرة، ثم يفقس البيض بعد ٣- ٤ أيام، وتخرج اليرقات التي تتغذى على تلك الأنسجة مُحدثة تخمّراً ينتج عنه سوائل تخرج خارج الجذع ذات رائحة كريهة، وهذه من أهم علامات الإصابة بتلك الآفة.. تنمو تلك اليرقات حتى إلى ٥٠مم عند اكتمال نموها، ويستغرق هذا الطور حوالى شهر ونصف، ويعتبر الطور الضارّ؛ لما يُحدثه من تجويف داخل ساق النخلة نتيجة لتغذيته، بعد ذلك تلف اليرقة حول نفسها شرنقة من الليف لتتحول إلى طور الخادرة (العذراء)، ويستغرق ذلك الطور حوالى ٢٣ يوماً، ثم تخرج الحشرة الكاملة والتي تتزاوج بعد خروجها، ثم تعاود التغذية ووضع البيض؛ إما في نفس النخلة أو تبحث عن نخلة أخرى لإصابتها.
وعن علامات الإصابة بسوسة النخيل، أردف أنه يتمثل في النشارة والسائل اللزج ذي الرائحة المميزة؛ نتيجة تغذية اليرقات والتخمر الناتج عن ذلك، وموت الرواكيب، وموت الفسائل، وموت بعض السعف في النخلة أو في الفسيلة أو في الراكوب؛ فعند ملاحظتك لسعفة ميتة تَأَكّد من سبب موتها؛ حاول سحْب تلك السعفة بيدك فإذا كانت بسبب الإصابة فسوف تخرج معك بسهولة وسوف ترى آثار قرض اليرقات في أسفلها.
أما كيف انتقلت إلى الأفلاج؛ فبَيّن "آل ظافر" أن الوسيلة الفعالة لانتقال سوسة النخيل من منطقة إلى أخرى هي نقل الفسائل؛ فمعظم المناطق في المملكة انتقلت إليها الإصابة بسبب نقل الفسائل من مناطق موبوءة؛ لذلك يُعتبر الحجر الزراعي بين المناطق من أهم طرق الوقاية من الإصابة.
وتابع: لكي نعرف الطرق الناجعة في علاج تلك الآفة؛ لا بد من معرفة سلوكها؛ فدعونا نتتبع سلوكها في إحداث الإصابة خطوة خطوة؛ فالحشرة -كما أسلفنا- طفيل جروح، تحتاج لجرح مسبق لتدخل معه؛ فلو حافظنا على النخلة نظيفة لما استطاعت تلك الآفة أن تصيبها، والأهم كيف نحافظ على نظافة النخلة لكي تكون غير مهيئة للإصابة.