صناعيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا.. تاريخ من العلاقات السعودية- البريطانية وأفق للمستقبل

"العساف": يتفقان على إيجاد حل للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الـ3 ومجلس الأمن
 عبدالله بن عبدالمحسن العساف

عبدالله بن عبدالمحسن العساف

أوضح محلل سياسي، أن السعودية وبريطانيا ترتبطان بعلاقات طويلة ترسخت بمرور الأيام وزادتها الشراكات المتعددة من المجالات كافة (العسكرية، والسياسية، والأمنية، والاستثمارية، والتعليمية، والصحية، وغيرها) قوة إلى قوتها، وهذا ما أكدته الزيارات والاتصالات التي يقوم بها المسؤولون في البلدين، والتي كان آخرها زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى المملكة.

وقال أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن العساف لـ"سبق": إن الزيارة الأخيرة عكست محورية السعودية ومكانتها السياسية والاقتصادية عالميًّا وثقلها في التعامل مع الأزمات والتحديات العالمية في مختلف المجالات، وبحلول عام 2018 دخلت الصداقة السعودية- البريطانية، مرحلة جديدة من عمرها؛ مؤذنة ببدء حقبة تتسق ومصالحهما المشتركة، ترتكز على شراكة واسعة النطاق، وتعزز من عملها المشترك إقليميًّا ودوليًّا تجاه مختلف القضايا.

وزاد أن المملكة تُعد الشريك التجاري الثالث للمملكة المتحدة في المنطقة من حيث حجم التبادل التجاري، ويبلغ متوسط التبادل التجاري 6 مليارات دولار لآخر خمس سنوات، كما تشير الإحصاءات الخاصة بحجم التبادل التجاري إلى زيادة الصادرات السعودية إلى بريطانيا نسبيًّا مقارنة بالسنوات الماضية.

واستطرد: الجانبان السعودي والبريطاني يتطلعان إلى الانتهاء من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بينهما، والمستهدف توقيعها خلال العام 2022، وفي المقابل ارتفع حجم الاستثمارات البريطانية في المملكة من خلال 500 شركة بريطانية تعمل في مشروعات داخل السعودية تنوعت ما بين المشاريع الخدمية والصناعية والعقارية والعلمية والفنية والذكاء الاصطناعي وغيرها، بالإضافة إلى 200 شركة تضامنية بين الجانبين.

وبيّن "العساف" أن ذلك يؤكد قوة ومتانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة التي أقيمت على أسس من التعاون والمصالح الثنائية بين الجانبين، كما تستهدف رؤيةُ المملكة العربية السعودية 2030 إيجاد فرص واعدة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتأتي بريطانيا على رأسها؛ حيث تسعى لندن بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن استثمارات واعدة وآمنة، والسعودية خير بيئة استثمارية جاذبة للجميع؛ بما تمتلكه من مقومات متعددة جاذبة لجميع المستثمرين.

وأضاف أنه يمكننا القول إن البلدين يمران بمرحلة تَحوّل تاريخية تهدف إلى بناء مستقبل أفضل واقتصاد مستدام يخدم كلا الطرفين، بالإضافة إلى الشراكات الخاصة في مجال الطاقة، والطاقة المتجددة والنظيفة، وتفعيل التعاون بينهما في تطبيق مخرجات القمة العالمية للأمم المتحدة لتغير المناخ (Cop26)، وتنفيذ مبادرتي الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء.

يضاف إلى ذلك تسريع مسار التفاوض لإبرام اتفاقية للتعاون التقني بينهما في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وجذب الاستثمارات البريطانية في مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة، والعمل معًا على استقرار وأمن أسواق البترول العالمية، من خلال جهود المملكة بقيادة تحالف (أوبك بلس)؛ للحفاظ على التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين.

وقال أستاذ الإعلام السياسي: إن العلاقات السعودية البريطانية لا تقتصر على الجوانب التجارية والاقتصادية؛ بل تمتد إلى الجوانب السياسية؛ حيث يتفق الجانبان في أهمية إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى معالجة الأزمات القائمة في كل من سوريا والسودان وليبيا وأفغانستان، وضرورة التوصل إلى اتفاق سلام للقضية الفلسطينية؛ في إطار حل الدولتين، وعلى أساس مبادرة السلام العربية.

واختتم أن للثقافة نصيبها؛ حيث حرص الجانبان على التعاون المشترك في عدد من الفعاليات والبرامج الثقافية المشتركة ومنها برنامج صناع الأفلام لبناء القدرات في مجال الأفلام بالتعاون مع المعهد البريطاني للأفلام (BFI) ومدرسة لندن للأفلام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org