يصف عبدالله العمراني، الباحث في تاريخ السعودية، بالصور لـ"سبق" مسيرة الحجاج القادمين من البحر قبل أكثر من نصف قرن، بعد خروجهم من ميناء جدة، وذلك استكمالاً لما ذكره أمس. وكان ذلك يوافق مثل هذا اليوم (26 ـ 11) لكن من العام 1379هـ.
ويقول: بعد إتمام عملية تأشير الجوازات وعملية القيد يقوم وكيل المطوف بتأمين سيارة لداخل مدينة الحجاج؛ لنقلهم إلى مكة. مبينًا أن هناك ما يسمى "خدم الوكيل"، مهمتهم حَمْل حقائب الحجاج على سيارة نقل العفش.
وأضاف: بعد خروج الحجاج من مدينة حجاج البحر يقابلهم مركز أم السلم، وهو مخفر للشرطة، ومقر لمفتشي "نقابة السيارات والجوازات"، يقوم فيه الموظفون المختصون بمراجعة وتطبيق أسماء الحجاج وجوازات سفرهم بالبيانات الموجودة مع السائق.
وتابع: بعد خروج الحجاج من مركز أم السلم يقف الحجاج في "مركز بحرة"، حيث تقف أغلب الحافلات التي تنقل الحجاج للاستراحة، وحيث يجد الحاج كل ما يحتاج إليه. وبحرة في تلك الفترة عبارة هي مدينة صغيرة، يوجد بها مركز إمارة وشرطة ومركز للتلفون والبريد ومركز للإسعاف، وعدد من محطات البنزين، وعدد كبير من الدكاكين.
وأردف العمراني: بعد خروج الحجاج من مركز بحرة بـ 20 كلم تطالع الحاج أعلام، هي الحد الفاصل بين الحل والحرم. وقد شيَّدت حكومة الملك سعود قبل ثلاث سنوات من هذا التاريخ هذَيْن العلمَيْن، أي في تاريخ 1376هـ. وما إن يشاهد الحجاج الأعلام يرتفع تهليلهم وتكبيرهم.
وتابع: حجاج الطائرة أيضًا لهم الإجراءات نفسها التي تتم. وهناك مدينة تُعرف بمدينة حجاج الطائرات، أنشأها الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1378هـ؛ لما لمسه من المشاق والمتاعب للحجاج القادمين من الجو؛ إذ كان يتطلب عليهم من المطار الانتقال لمدينة الحجاج في الميناء. وتقديرًا منه - رحمه الله - للتيسير على الحجاج أنشأ مدينة حجاج خاصة بحجاج الجو، تتوافر فيها كل سبل الراحة للحجاج، والنظافة، والمياه المجانية، والخدمة العلاجية، إلى جانب إنهاء إجراءات دخولهم.
ويكمل العمراني من خلال بحث مصوَّر، أعده عن الحج قديمًا، بقوله: حجاج الجو والبحر يلتقون في مركز أم السلم، ثم مركز بحرة، ثم الحد الفاصل بين الحل والحرم، ثم في مركز "أم الدود"، وهو مركز يشبه بإجراءاته مركز أم السلم، ثم يواصل الحجاج سيرهم إلى مداخل مكة. مبينًا أنه في كل عام، ومن خلال بحثه، تقوم الحكومة السعودية بتطوير الإجراءات، وتحسين البنية التحتية؛ لتقديم كل سُبل الراحة لضيوف الرحمن.
وقال: على أبواب مكة تقف السيارات عند منطقة السؤال، حيث يلتقي الحجاج ما يُعرف بالمراسلين، ومهمتهم إرشاد سائقي السيارات إلى مقر كل مطوف؛ لينزل الحاج من سيارته لمنزل مطوفه. ويتقاضى هذا الدليل أو المراسل بين ريال وأربعة ريالات، ثم يتوجه الدليل بالحجاج إلى منزل المطوفين، ومن المنزل يتجه بهم إلى الحرم المكي.