لعل المثل الشعبي الحجازي الشهير الذي يقول (طبطب وليّس.. يطلع كويس) يكشف السعي نحو تغطية الأخطاء ومنها الفساد المالي والإداري الذي للأسف كان وسيظل المرض القاتل للعملية التنموية ولكل الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تنمية الوطن والمواطن.
أيعقل أنه لا يوجد علاج لهذا السرطان الذي يأتي بثوب كل شيء كويس رغم أن المشاريع تعمل بطريقة ليّس.. وتكشف الأمطار والسيول التي داهمت مناطق المملكة مؤخرًا عن فساد في مشاريع البنية الأساسية ودونَ أن تتحرَّك الأجهزة الرقابية لمحاسبة المسؤولين الفاسدين والمتقاعسين عن أداء واجبهم ومهامهم عن أكمل وجه.
بالرجوع إلى واقعنا نلحظ أننا في أمورنا الشخصية نحرص على أن نكون مثاليّين في كل شيء ولكن حينما يتعلق الأمر بأداء واجباتنا الحكومية ووظائفنا وأعمالنا وخدماتنا التجارية نعمل النقيض في لمح البصر.
كثيرون منّا يظهرون بصفة شديدي المحاسبة ويطالبون بتطبيق المثاليّة ونصوص الأنظمة حين نحاسب غيرنا، ولكننا لا يمكن أن نكون بذات المعايير في نقد أنفسنا وتصرفاتنا، إن المدير الذي يحيل موظفاً للتحقيق لأنه خالف تعهداً بعدم التأخير لا يمكن أن يسأل نفسه كيف أنه لّا يحضر قبل التاسعة صباحاً .
بحق يجد المتابع أن أداء القسم أصبح روتينياً لبعض الذين يشغلون وظائف قيادية للمحافظة على المال العام وعدم استغلاله لتحقيق مآرب شخصية، وكذلك عدم استغلال النفوذ وإساءة استخدام السلطة، ولكن أؤكد لكم بعد القرار التاريخي غير المسبوق من ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هيئة مكافحة الفساد التشهير بالوزراء والمسؤولين وحتى الموظفين الفاسدين .