"طقوس القراءة" تمنح الغلبة للكتاب الورقي رغم مزايا "الإلكتروني"

زوار معرض الكتاب: نفضل ما تعودنا عليه
"طقوس القراءة" تمنح الغلبة للكتاب الورقي رغم مزايا "الإلكتروني"
تم النشر في

انتشر الكتاب الورقي مع تطور قطاع الطباعة، خلال القرون السبعة الماضية، وتحديداً منذ اخترع "يوحنا جوتنبرج" الطباعة الحديثة منتصف القرن الـ14، مما عزز ما يسمى بـ"صناعة النشر". 

وأصبح الكتاب لا يُكتب بخط اليد بحسب الطلب، كما كان يحدث في السابق، وإنما يُطبع بكميات كبيرة، يتم طرحها في الأسواق لمن يريده. وانخفض سعره بشكل كبير؛ ما أدى إلى زيادة الكتب المباعة، وأصبحت هناك شبكات توزيع للكتب الورقية وكلما شهدت تقنيات الطباعة وآليات التوزيع تطوراً، كان هناك تطور كبير في صناعة النشر في العالم.

 ومع انتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة في العام مع بداية التسعينات من القرن الماضي، ظهرت الأجهزة اللوحية المخصصة في عرض الكتب إلكترونياً، وبدأت صناعة النشر تأخذ منعطفًا جديدًا، وكان ذلك عن طريق شركة أمازون عام 1994، والتي كان دورها في البداية هو إيجاد آلية جديدة لتوزيع وتسويق الكتاب الورقي العادي عبر شبكة الإنترنت للتسهيل على القارئ عبء النزول إلى المكتبات واختيار كتاب لشرائه، ثم اتجهت إلى ترويج الكتب إلكترونياً".

 وقد فشلت كل مزايا الكتاب الإلكتروني في تغليبه على الكتاب الورقي، الذي ما زال يتمتع بمكانته في أوساط المثقفين ومحبي القراءة والاطلاع، وبخاصة الذين اعتادوا على الكتاب الورقي منذ الصغر، يحتفظون به في مكتباتهم.

ومن إيجابيّات وسلبيات الكُتُب الإلكترونية والورقية، خفة وزن القارئ الإلكتروني واحتوائه على كتب عدة في الوقت نفسه، في المقابل صعوبة في حمل الكُتُب الورقية، خاصة في أثناء السفر. الاحتياج إلى حيز في المكتبات في حال الاحتفاط بالكتب الورقية، بينما يتم تخزين مئات الكتب في جهاز القارئ الإلكتروني.

 يضاف إلى ذلك أن الكتب الإلكترونية هي رخيصة بالمقارنة مع الكُتُب الورقية لأنها لا تتطلب طباعة وتكاليف شحن، وعند اقتناء كتاب إلكتروني، سيكُون بإمكانِ الشخص قراءته فوراً، بينما الذين يشترون الكُتُب الورقيّة سيكُون عليهم الانتظار إلى حين وصولها وشحنها.

 وأثناء قراءة كتاب إلكتروني، يستطيع الشخص تغيير حجم الخط بسهُولة وحتى سواد الكتابة. بينما عندما تقرأ في كتاب ورقي، قد تشعُرُ بالملل وهذا راجعٌ للكتابة الصغيرة في أغلب الحالات، لكن لن تستطيعَ تعديل حجم الكتابة. وفي الكتب الورقية قيمة إعادة بيعها، وسهولة قرءاتها، وعدم الاحتياج إلى أجهزة، قد تتعطل أو تفرغ بطارية الشحن، بينما لا يتوفر ذلك في الكتب الإلكترونية.

في سياق متصل ومن جانبها تشير المواقع العالمية العاملة في تسوق الكتب الإلكترونية، إلى أن تسويق الكتاب الإلكتروني يشهد نمواً كبيراً، ولكنه ما زال يأتي في مرحلة تالية لتسوق الكتاب الورقي، حيث يقول موقع "أمازون" الأمريكي الشهير إنه بنهاية عام 2014 فإن الكتاب الإلكتروني أصبح يمثل 28% من سوق الكتاب في الولايات المتحدة، في إشارة إلى تفضيل الكتاب المطبوع.

إلى هذا يراهن كتّاب ومثقفون على أن التقنية الحدثية لن تنال من قيمة الكتاب الورقي، على الأقل خلال العقود الثلاثة المقبلة، مشيرين إلى أن عادات قراءة الكتب الورقية تتمكن من أجيال كثيرة، ترفض التنازل عنها.

فمن جانبه أصر المواطن خالد الزهراني على أن يشتري الكتب ورقياً من معرض الكتاب الدولي المقام حالياً في أرض المعارض بالرياض، مؤكداً أنه يعشق إمساك الكتب بين يديه، ويفضله على أجهزة لوحية إلكترونية.

 ويمثل" الزهراني" أجيالاً كثيرة في المملكة والعالم، تفضل الكتاب الورقي على الكتاب الإلكتروني، رغم ارتفاع سعر الأخير وصعوبة تحميله.

فيما يقول الزائر مشاري العمر: "كنت أترقب بدء معرض الكتاب الدولي، لشراء كمية كبيرة من الكتب الورقية، لإيماني أن الثقافة يتم تحصيلها من ممارسة طقوس القراءة التي تعودنا عليها منذ كنا صغاراً، وأهمها الإمساك بالكتاب الورقي، وتقليب صفحاته، تحت ضوء المصباح"، مشيراً إلى أن "الكتب الإلكترونية لا تستهويني، لاعتبارات عدة، أهمها، عدم الاعتياد على الإمساك بجهاز لوحي، فقد أتصفح في هذه الأجهزة مواقع الصحف الإلكترونية بشكل سريع، وقد أشاهد موقع اليوتيوب، ولكن مطالعة الكتب وتثقيف الذات، فلابد من توفر الكتاب الورقي لا محالة التي تعودنا عليها منذ سنوات".

 ويضيف عادل الحارثي من زوار المعرض: "الاحتفاظ بنسخة ورقية في من الكتاب في مكتبتي، يعطيني شعوراً بأنني أمتلك الكتاب فعلاً، كما أنه يرضي غروري كإنسان أعتقد أنني من ضمن المثقفين، ومثل هذا الشعور لا يتوفر لي في حال امتلاك نسخة إلكترونية من الكتاب ذاته في جوالي أو جهاز لوحي، يضاف إلى ذلك أن الكتاب عندما يحتل حيزاً من المكتبة، يظهر منه جزء مكتوب فيه العنوان واسم المؤلف أمام كل من يراه، وهذا بمثابة إعلان عن الكتاب، يذكر صاحبه بإعادة قراءته إذا كان قرأه أول مرة، أول يكمل قراءاته إذا لم يكمل القراءة فيه، وهذا لا يتحقق في الكتاب الإلكتروني".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org