عاجل جداً.. إلى معالي رئيس هيئة الترفيه

عاجل جداً.. إلى معالي رئيس هيئة الترفيه

في الوقت الذي يعكف فيه رئيس هيئة الترفيه وفريقه على تعريف الترفيه الذي سيشكل صلب عملهم خلال الفترة القادمة أود أن أضع بين أيديهم بعض الحقائق لعلمي بأن الركائز التي ستضعها الهيئة اليوم ستؤثر على تفاصيل كثيرة من حياتنا في المستقبل.

أولا: حين نتكلم عن الترفيه فنحن نتكلم عن (صناعة) هائلة، ومورد اقتصادي خطير، فقد وصلت قيمة صناعة الترفيه والميديا في العالم عام 2016 إلى 2 تريليون دولار، نصيب أمريكا منها 625 مليار دولار، حصة لوس أنجلس 50 مليار دولار، توفر هذه الصناعة للمدينة 162،000وظيفة دائمة، و85،000وظيفة مؤقته، وأكثر من 580،000 وظيفة مساندة !

ثانيا: نحن شعب يشكل الشباب فيه 70% من تعداد السكان، وهؤلاء هم صلب العملية الترفيهية (المفقودة) والمستفيدون المتحملون من الفرص العظيمة التي ستوفرها الهيئة لو قدر لها أن تعمل بالشكل الصحيح لتحقق رؤية القيادة في توطين (الفرح) بدلا من البحث عنه في أرجاء العالم.

ثالثا: مهرجانات تمور بريدة، ومزاين الإبل في أم رقيبة، ومهرجان المنقا في جيزان! ومثيلاتها هي مناشط تسويقية تجارية أكثر منها ترفيهية فلن يكون من المجدي وضعها تحت مظلة الهيئة والادعاء لاحقا بأنها قامت بعملها على الوجه الأكمل.

رابعا: طيورنا المهاجرة إلى أرجاء العالم في كل فرصة متاحة لا تهرب فقط من (الطقس) ولكنها تقتنص فرص الشعور بالحياة، والسعادة ضمن الأسرة في فعاليات توفرها دور في الجوار لا يختلف جونا عن جوهم، في ظل شح الفرص لدينا.

خامسا: نحن بلد غني في كل شيء، ماليا، وثقافيا، وتاريخيا، وجغرافيا، وتراثيا، وقبل كل ذلك بشريا، ولو ركزت الهيئة على استثمار هذا الغنى في بناء صناعة ترفيه حقيقية فستجد أمامها موارد لا متناهية، وستكون بلادنا جاذبة للآخرين بدلا من أن تكون طاردة.

سادسا: لا تحتاج الهيئة إلى إعادة اختراع الترفيه، فهي صناعة لها مفرداتها وأدواتها، وأولها صناعة الفنون، ومن أهمها المسرح، والسينما، والعروض السمعية البصرية المختلفة، لدينا شعب مغرم بالفن محب للحياة يملأ صالات السينما في الدول المجاورة، وعلى سبيل المثال يستمر عروض المسرحيات في مصر لعشر سنوات معظم جمهورها من السعوديين، أسعار تذاكرها عالية كما في مسرحيات النجم عادل إمام، تعيش على ريع هذه الأعمال الفنية مئات الأسر من العاملين في المسرح. فلماذا لا يكون لدينا مسرح تجاري يوفر آلاف فرص العمل !

سابعا: لن تنجز الهيئة شيئا مهما لو أدخلت نفسها طرفا في النقاشات البيزنطية التي نعيشها منذ عقود بل عليها أن تحسم أمرها في بعض القضايا مثل قضية وجود (السينما) ودور عرضها ! وكذلك الحال بالنسبة للمسرح فهذا نقاش معطل للتنمية، مضيع للوقت. بل عليها أن تضع الحلول وتأخذ الموافقة عليها من القيادة بما لا يتنافى مع إسلامنا وعاداتنا وتقاليدنا، ولن تعدم المحتجين والمعترضين، لكن لن نسمح للحياة بأن تتوقف على موافقة بعض المتشنجين.. الرافضين لكل شيء ابتداء.

ثامنا: هناك خبراء غامروا وعملوا واستثمروا منذ سنوات طويلة في صناعة الترفيه سيساندون أفكارك وسيمدونك بخبراتهم لأنهم يعرفون ماذا خلف الأسوار من عوائق أو حتى فرص، ولعل الشيخ عبدالمحسن الحكير بتاريخه الطويل كشخص أو من خلال شركاته من أهم من أسس لصناعه الترفيه من أكثر من خمسين عاما.

وأخيرا.. متفائلون بإيجاد الهيئة، متفائلون بالفكر الشاب الذي يمثله محمد بن سلمان، متفائلون بمستقبل وطننا... كل ما نحتاجه هو العمل.. الجاد.. والمخلص.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org