"عارف العيد والعيدية".. ما قصة ذلك الموروث الشعبي؟ وكم تلقيت منه؟

عادة تتوراثها الأجيال على مر الزمان
"عارف العيد والعيدية".. ما قصة ذلك الموروث الشعبي؟ وكم تلقيت منه؟

"عطوني عيدي عادت عليكم".. لعل تلك العبارة ليس بغريبة على كبار السن، ولعلهم كانوا أحد هؤلاء الأطفال الذين كانوا يجوبون شوارع وأحياء الرياض ليلة العيد فيما مضى مرددين ذلك؛ طمعًا في كرم الآباء والأمهات والأجداد لنيل شيء من "العيدية"، والعملات والأوراق النقدية، والهدايا والحلوى في العيد.

فـ"العيدية" هي إحدى الموروثات الشعبية والعادات الاجتماعية التي توارثها السعوديون على مر الزمان، حيث اعتاد الكبار من الأجداد والآباء والأعمام والأخوال على منح الهدايا لصغار العائلة؛ لإدخال البهجة والسرور إلى نفوسهم في أيام العيدين الفطر والأضحى.

وتتعدد الهدايا أو "العيدية" ما بين الهدايا المادية كالنقود أو الهدايا العينية كالألعاب، أو الورود، أو الحلوى وما شابه، ويتفنن الكبار في تغليف تلك الهدايا، وفي طرق تقديمها، حيث يتشارك كل أفراد العائلة في إسعاد الصغار، وإحياء الموروث الشعبي.

ويساعد التذكير بهذا الموروث الأطفال على فهم معنى العيد، وإلصاقه بأذهانهم، وجعلهم يعتادون على العطاء والتهادي والكرم، وغرس حب مثل هذه المناسبات الدينية في نفوسهم، وكأنها مكافأة على صومهم شهر رمضان الفضيل.

وكان يطلق على "العيدية" في بعض مناطق الرياض ومحافظاتها "الحوامة"، حيث يتجول الأطفال الشوارع ويطرقون أبواب بيوت الجيران، ليأخذوا نصيبهم مما أعده الجيران من "عيديات" فرحًا بالعيد، ومنشدين أهازيج متنوعة من بينها "عطوني عيدي عادت عليكم من حال زينه.. جعل الفقر ما يدخل عليكم ولا يكسر رجليكم ولا يديكم جعلكم تعودنه هالزمان وكل زمان".

وعندما يقترب الأطفال من أحد البيوت يرددون: "نشد الحمير ولا نسوقه"، ليرد عليهم أهل البيت "شدوه" يعني انتظروا أو توقفوا، وهو ما يعني أنهم سيناولون شيئًا من الهدايا أو الحلوى، ليرد الأطفال فرحين: "جعل الفقر ما يجيكم ولا يكسر رجليكم".

وتعرف "العيدية" في مناطق أخرى من المملكة والجزيرة العربية باسم "البطاط"، و"القرقيعان"، والحقاق"، وينشد الأطفال قائلين أهزوجة "القرقيعان: " قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورمضان.. عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ويرجعكم لأهاليكم.. ويلحفكم بالجاعد عن المطر والراعد.. يا مكة يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يانورة.. عام عام يا صيّام عادت عليكم هالسنة وكل عام.. عطونا يا أهل السطوح عطونا وإلا بنروح"؛ ليخرج عليهم أهل الحي بالحلوى والهدايا.

والآن عزيزي القارئ أخبرنا كم تلقيت من "العيدية"؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org