كثيرة هي الخطط والمبادرات والرؤى والحلول التي طرحت- وتطرح- في سبيل التنمية والنهوض بالوطن، بَيْدَ أن برنامج التحول الوطني الذي طرحه سمو ولي ولي العهد "الأمير محمد بن سلمان" قد لفت الأنظار وأنعش الآمال وحاز على التفاعل والإعجاب بشكل غير مسبوق، فقد أتى في وقت الحاجة فيه ماسة لإحداث تغيير يواكب التحديات ويحقق التطلعات في عالم متقلب الظروف والولاءات سياسياً واقتصادياً ليخرج عن النمط التقليدي إلى العهد التنافسي العالمي؛ في عالم لا مكان فيه للضعفاء.
إن المملكة بمكانتها العربية والإسلامية ودورها الريادي في العالم سياسياً واقتصادياً، وما تواجهه من تحديات؛ قد أثبتت صمودها ونجاحها في جميع الجوانب، بفضل الله، ثم بحكمة وحنكة القيادة الرشيدة، والحفاظ على هذه المكانة والإنجازات واجب شرعي ومطلب وطني للبقاء في صفوف الأقوياء.
التغيير والتجديد سنة الحياة، والشباب عماد المستقبل، ومن هذا المنطلق يأتى برنامج التحول الوطني بوجهه المشرق ليكون نقطة انطلاق لمسيرة التنمية الوطنية بروح جامعة بين الثبات والأصالة والمعاصرة.
في برنامج التحول الوطني رأينا ما ينعش الآمال ويجذب الأذهان؛ مثل التحرر من الروتين، والتخلص من المظاهر، والعصف الذهني المنظم، واختلاط رجال الخبرة بشباب الأعمال على طاولات مثل خلية النحل، يناقشون مستقبل الكيان الشامخ دون تكلف ولا تردد ولا تفريق بين الأطياف والمناطق.
إن كسر الحواجز سنة سنَّها سمو ولي ولي العهد بتواضعه الجمّ وثقته بشباب الفكر والأعمال؛ فابتسامته الساحرة ترسم آمال المستقبل وتبعث الطمأنينة في نفوس أبناء الوطن حين يشاركون في بناء الكيان يداً بيد مع القيادة الرشيدة، وحين يكون النقد بناءً لا مكان فيه للتذمر والاصطياد وجلد الذات.
الوزارات هي المسارات التي من خلالها تكتمل دورة الحياة المدنية وتنجز الأعمال بعدل وانتظام، وخضوعها للتقييم والتقويم أمر ضروري وحاجة ملحة للخروج من عبء الروتين وقدم المعايير التي لا تخدم الحاضر، بل تهدر الأموال والجهود على أهداف غير واضحة وتنشط في مسارات ليست ذات أولوية.
٢٠٢٠م نقطة ذات أهمية للإنسان السعودي، وبالأخص جيل الشباب الطموح؛ فهي منظومة تطوير ضخمة وعملية إصلاح شاملة لجميع نواحي الحياة، بدءاً من التعليم والصحة والإسكان، وحتى الاقتصاد، وتنويع مصادر الدخل، والوصول إلى هذه النقطة على الوجه المطلوب يتطلب البدء من الآن بجد واجتهاد وعزم وإصرار؛ ليكون الحصاد جميلاً والنتاج مواكباً للتطلعات والآمال.
إن أهم ما يميز وطننا وشعبنا ومنظومتنا الاجتماعية؛ أننا كلما تعرضنا لهجمات الأعداء ازددنا تكاتفاً وتلاحماً ووعياً، ذلك بفضل الله، ثم بفضل تعاليم ديننا وما تمليه علينا قيمنا الأصيلة وأخلاقنا الحميدة، وهذا من أهم عوامل النجاح والسير في طريق الأمن والنماء والرخاء.
ليس الطريق مفروشاً بالورود؛ بل أشواك التحدي كثيرة، ولكننا، مع القيادة الشابة وروح التفاؤل والعزم والإصرار؛ نستطيع القول: "نحن قدها وقدود".