عام على فساد الهيئة

عام على فساد الهيئة
تم النشر في

في خضم المواضيع الاجتماعية والاقتصادية التي يتم طرحها اليوم في العديد من الحوارات في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعية تمكنت (هيئة الترفيه) من حجز مكان لها بين قضايا الصحة والعمل والإسكان والتعليم والنقل، بالرغم من أن البعض لا يرى في الترفيه أي جدوى ولا يعتقد أن المجتمع في حاجة له بل يعتقد بأنه مصدر للفساد وضياع للأوقات ، وقد حصلت (هيئة الترفيه) على هذا الاهتمام ليس فقط من خلال البرامج الجديدة التي قامت بتقديمها خلال عام من الآن بل للجدل الذي أثير حول تلك الفعاليات والتي بلغت 106 في عام واحد في 21 مدينة كان لها أثر اقتصادي إيجابي، كما تجاوز عدد الحضور 2.3 مليون زائر كما تمكنت من توفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل حتى الآن خلال السبعة أشهر الماضية .

في إطار رؤية السعودية 2030 أعتبر (الترفيه) خطوة اقتصادية واجتماعية مهمة لتنويع الموارد لما بعد " عصر النفط " وفي المقابلة التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد مع برنامج الثامنة أشار إلى أن إنشاء صناعة التسلية والترفيه يمكن أن تكون النفط البديل الذي لا ينضب أبدا بل يتجدد وأن هذه الصناعة ستجلب قرابة 22 مليار دولار والتي يصرفها السعوديون في الخارج على الترفيه لتصرف في الداخل، كما أعلن في الشهر الماضي عن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم بمساحة 334 كم بمنطقة القدية جنوب غرب الرياض .

هيئة الترفيه انطلقت منذ عام واجتهدت في تقديم عدد من الفعاليات للمجتمع، وقد نجحت في بعض الفعاليات ولم تنجح في البعض الآخر، كما كان هناك بعض الأخطاء التي اعترفت الهيئة بها إضافة إلى عدم التوفيق في بعض التصريحات الإعلامية، غير أنها في الوقت نفسه رسمت البسمة على وجوه الملايين وواجهت ردود الأفعال المختلفة تجاه بعض الفعاليات التي إما أنها تقام لأول مرة أو أعيد تقديمها بعد توقفها لعشرات السنين، ومع كل تلك الإيجابيات والسلبيات فإن هذا الأمر لايعطي الحق للبعض لعمل وسم بعنوان (عام على فساد الهيئة) يتهم القائمين عليها بالفساد والرغبة في إفساد المجتمع وتغريبه، فهي تبقى هيئة حكومية جديدة تعمل على محور هام من محاور رؤية السعودية 2030 في عامها الأول تتعلم من أخطائها وأمامها العديد من التحديات وتحرص على تقديم فعاليات مميزة تحقق تطلعات وآمال جمهورها، فإن أصابت فعلينا دعمها وتشجيعها وإن أخطأت فعلينا مراجعتها وفق الأنظمة والقوانين .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org