مع الإعلان السابق لوزارة الصحة عن 11 هدفاً أطلقت بهم "عصر التحول"، الذي يستهدف الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطن، صادف ذلك حرائق عدة في مستشفيات "صحة جازان" خلال عام واحد فقط، والذي كان آخرها حريق مستشفى العارضة بجازان، وتم فيه إخلاء 42 حالة قبل إصابتهم؛ جراء الحريق.
ويأتي ذلك بعد عدة حوادث ما بين تماسّ كهربائي وحريق تطلبت تدخل الجهات الإنقاذية فيها، ومن أبرزها حريق مستشفى جازان العام، الذي أودى بحياة 25، وأصيب فيه ما تجاوز مائة آخرين، الأمر الذي يؤكد وجود خلل غامض في جانب السلامة المطلوبة في المستشفيات، وخاصة بمنطقة جازان.
وقال مشرف قسم السلامة المهنية وحماية البيئة بإحدى الشركات الرائدة في المملكة، المهندس حسام محمد أبوجميلة، لـ"سبق"، إن توافر مثلث الاشتعال في المنشآت الصحية يعد المسبب الرئيس للحرائق، وهو عبارة عن ثلاثة عناصر، مادة قابلة للاحتراق، بالإضافة إلى الحرارة، والأوكسجين (الهواء)، وتتسبب مع توفرها في بدء مراحل اندلاع الحريق؛ حيث معظمها ينشأ من شرارة صغيرة؛ بسبب إهمال في اتباع طرق الوقاية من الحرائق، وسرعان ما تنتشر إذا لم يبادر أحد بإطفائها.
وأضاف: "الحرائق في المستشفيات لها عوامل، ومن ضمنها قصر الدوائر الكهربائية، والأجهزة والمعدات الكهربائية غير المطابقة للمواصفات والمعايير القياسية المعتمدة في المملكة، إلى جانب وجود كميات من الأقمشة أو البلاستيك أو الأسلاك أو الشحوم المهملة، والتي قد تكون بمثابة عوامل مساعدة في انتشار الحرائق في المستشفيات".
واستدلّ قائلاً: "وفقاً للجمعية الوطنية للحماية من الحرائق NFPA فإن أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الحرائق في المنشآت الصحية، أن 65% من الحرائق بسبب معدات الطهي، و8% من الحرائق حرائق متعمدة، و7% بسبب التدخين، و16% من الحرائق بسبب الأجهزة الكهربائية ومعدات الإضاءة والتوزيع السيئ لها، و4% من الحرائق بسبب معدات التدفئة".
واختم بقوله: "إن معرفة مسببات الحرائق يمثل ضرورة لاتخاذ الإجراءات الوقائية؛ حيث إن موظفي المستشفىات يجب أن يكونوا مدربين على معرفة مسببات الحرائق، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة، وخاصة فيما يتعلق باستخدام طفايات الحريق والتعامل معها".