عن إعلانات الزواج من أوكرانيات.. "الشريمي": يدل على الانشغال بالجسد والشهوة

الكاتب الصحفي علي الشريمي

الكاتب الصحفي علي الشريمي

تم النشر في

يرفض الكاتب الصحفي علي الشريمي رسائل وإعلانات الزواج من النازحات واللاجئات الأوكرانيات، مؤكدًا أن هذا التفكير في عالمنا العربي يدل على انشغال العقول بالجسد والشهوة، كما حدث من قبل مع السوريات ونساء البوسنة والهرسك، وهو ما يكشف الابتذال واللاإنسانية والهوس بالغرائز، ونسيان أوجاع مجتمع يعيش هلع وأهوال الحرب.

إعلانات الزواج من الأوكرانيات

وفي مقاله "زواج الأوكرانيات" بصحيفة "الوطن": يرصد الشريمي إعلانات الزواج ويقول: "لا تتزوجوا وانتظروا النازحات واللاجئات الأوكرانيات، إنهن يتمتعن بقدر كبير من الجمال، وقد تكون إحداهن من نصيبك".. "عزيزي المواطن، خدها نصيحة مني: لا تتسرع في الزواج، ستأتي لاجئات روسيات وأوكرانيات مسلمات، فقط اصبر يا صديقي إن الله مع الصابرين".. "عايز عروسة عينيها خضرا وشعر أصفر ستأتي لاجئات روسيات وأوكرانيات جميلات، فقط اصبر يا صديقي الطموح فالفرصة ما زالت متاحة أمامك لا تتسرع الخير قادم، والفرصة ما زالت متاحة أمامك"".

سوق النخاسة

ويعلق "الشريمي" قائلًا: "الإعلانات بعاليه ليست خاصة بعروض حصرية في المراكز التجارية التي تبدأ سنويًا بأسعار استثنائية وحتى نفاد الكمية، "يا تلحق يا ما تلحق"، بل هي تغريدات في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن نزول كميات حصرية جديدة قادمة من الأوكرانيات اللاجئات للزواج في سوق النخاسة... فسارعوا قبل نفاد الكمية!

بيع النساء.. سيناريو مكرر

ويضيف "الشريمي" قائلًا: "قبل يومين نشرت إحدى الصحف العربية الإلكترونية تقريرًا تحت عنوان "جميلات أوكرانيا يشعلن حربًا على جبهة السوشيال ميديا العربية" يفيد بشيوع مثل هذه الرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي.. وهي أشبه بحملات يقودها سماسرة عبر الفضاء الإلكتروني؛ ولأن ذاكرتي ليست مثقوبة تذكرت هنا قوائم الأسعار الداعشية الجديدة في "سوق السبايا"، فصار سعر المرأة الإيزيدية والمسيحية البالغة من العمر 30 إلى 40 سنة يصل إلى 75 ألف دينار، أما الأعمار من 20 إلى 30 فيبلغ 100 ألف دينار، ومن عشرة أعوام إلى 20 تبلغ قيمتها 150 ألف دينار، أما الطفلة "لاحظوا معي" من عمر تسع سنوات فكانت الأعلى ثمنًا فهي بـ200 ألف دينار.. نعم، هو السيناريو المكرر ذاته الذي كان يحدث قبل سنوات للزواج من السوريات بحجة سترهن، وهو نفسه ما حدث مع فتيات ونساء البوسنة والهرسك بعد هروبهن من بطش الصرب في بعض البلدان العربية".

التفكير بالجسد والشهوة

ويرى "الشريمي" أن "هذا التفكير في عالمنا العربي يحكي قصة إشكاليات عقلية؛ حيث التفكير ملتصق بالجسد والشهوة، هؤلاء هم ذاتهم الذين يرددون بعض الجمل البلاستيكية من قبيل: تريدون للفساد أن يتمشى في شوارعنا؟ تريدون أن تقلبوا رجالَنا نساءً ونساءَنا رجالًا؟ تريدون أن تقضوا على دور الأم وتخربوا الأسرة وتخرجوا المرأة من البيت؟.. عقلية تفوح منها رائحة التستوستيرون "هرمون الذكورة". في الواقع هذا الابتذال واللاإنسانية والهوس بالغرائز التي تغلف عقول البعض، واختزالهم لوجع مجتمع يعيش هلع الحرب والقصف والرعب؛ لعمري هي بشاعة وشناعة لا يمكن وصفها ببضع كلمات، الأولى بنا أن نتضامن إنسانيًا مع كل ضحايا العنف في هذه الحرب، وأن نقيم حملات السلام في وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من هذه الحلول الشهوانية.. للأسف أقول قولي هذا والمجتمع الدولي يحتفل هذا اليوم 8 مارس باليوم العالمي للمرأة".

فلندعو لهن بالأمن والسلام

وينهي "الشريمي" قائلًا: "فلنتذكر دائمًا: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، نساء أوكرانيا فقدن أحبة لهن من زوج أو أم وأب أو ابن، لنستثمر هذه المناسبة بالدعاء لهن بالخير والأمن والسلام".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org