حققت فتاة سعودية حلم والدها ووالدتها المتوفيْن قبل سبع سنوات بتخرجها طبيبة من جامعة الحدود الشمالية.
وانتشرت قصة الفتاة على نطاق واسع على مدى اليومين الماضيين بعد نشرها قصيدة بمناسبة تخرجها حيث تغلبت فيها على كافة الظروف التي أحاطت بها.
وقالت الدكتورة رغد بنت مبارك الجحيش العنزي لـ "سبق": كنت أعيش مع والدي وأشقائي في محافظة القريات ووقع حادث مروري لوالدي في الأردن حيث كانت والدتي في التحضيرات النهائية لنيل درجة الدكتوراه من المملكة الأردنية الهاشمية.
وأضافت: تسبب هذا الحادث في وفاتهما، وكنت أدرس في ذلك الوقت في الفصل الثاني من الصف الثاني الثانوي، وكان والداي يحلمان أن أكون طبيبة وكنت أتخيلهما وهما يقولان لي الطبيبة "رغد".
وأردفت: اضطررنا للعيش لإكمال دراستي وأشقائي في مدنية عرعر عند عمي شقيق والدي، وفي المرحلة الثانوية أكملت دراستي لدى خالتي شقيقة والدتي في مدينة الرياض، وكان وضعنا المادي ممتازا، حيث كنا نصرف من راتبي والدتي كما أن لدى والدي سيارة أخرى كانت هي وسيلة التنقل لنا.
وتابعت: بعد حصولي على المرحلة الثانوية عدت إلى مدينة عرعر وعشنا في بيت والدي وأكملت دراستي لتحقيق الحلم ورغم ألم الفراق الذي لا يوصف حققت الحلم الكبير الذي أهديته لوالدي، وقد نظمت هذه القصيدة وقدمتها كإهداء لوالدي "مبارك" ووالدتي "لطيفة".
وقالت "رغد": مع الأسف فإنه بعد انتشار القصيدة انطلقت شائعات كثيرة تحمل إساءات لي ولأقاربي حول طريقة عيشي وأشقائي في مرحلة الدراسة وصولاً لتخرجي، وكلها قصص مختلقة وغير واقعية.
وأضافت: نحن لا ننكر جميل أحد ولكن نحن تربينا تحت ظل والداي الكرام على المبادئ والقيم الطيبة وحسن الخلق، وبعد وفاتهما أكملنا المسيرة على نفس القيم التي تربينا عليها، وكنا نراقب الله أولاً وبين أعيينا والدانا حتى إننا استطعنا العيش في منزل والدي المبارك، ولم ننكر جميل أحد ولم يقم أحد على تربيتنا.
وجاء في القصيدة التي نظمتها "رغد":
أحس نفسي فوق عرعر أبي أطير ... وأكتب " رغد " في وسط السحابة
ودي أجرب كيف لا حلق الطير .. وأرسل مع النسمة ظروف اغترابه
وأبغى أغرد بين سرب العصافير .. ليا أختنق صوت الفرح والربابة
وأبي ألبس ثياب الفرح والتباشير .. وصدر الحزن لا ضاق قطع ثيابه
حلمي تحقق بوم عدت على خير ... قل للعمر روح زمان الكآبة
مشكور يا حزني ولا فيك تقصير .. منك تعلمت الصبر والصلابة
يا حاسدي ما قلت لك أنا همتي غير .. أنا تحديت البشر والقرابة
أنا "اليمامة" في زمن سالم الزير .. دقيت بيت المجد وفكيت بابه
أنا "رغد " بنت الرجال المناعير .. صنعت مجدي في وجود الذيابة
يا مبارك افرح : ما تضييق التدابير .. أنا على حطت يدينك عصابه
ياأبوي من يوم الحزن صار بالبير .. حلفت لأرقى للثريا مهابه
بشر " لطيفة " والقصائد تعابير .. حلمي تحقق رغم لوعة غيابه
من عقبكم ياما تحلمت أنا الضير .. شفت الشقا شفت العنا في عذابه
رغم انكساري قمت وكملت أنا السير .... طفلة يتيمة عايشة وسط غابه
لا ضاق صدري قمت أفك الازارير .. والحمد لله دعوتي مستجابه
واليوم يا ربي لك الحمد تقدير .. صرت الطبيبة وانجبر في مصابه
من فرحتي ما لي على القاع تعبير أبغى أحلق فوق صمت الكتابة
ومن فرحتي من فوق "عرعر" أبي أطير .. وأجول وسط الفضاء والرحابة