يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان.
وخلال شهر رمضان، تسلّط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 141 من سورة "الصافات": {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِینَ}، يظن بعض الناس أن معنى "ساهم" أي شارك، والصواب أن معنى "ساهم" أي قارَعَ في قرعة.
ذلك أن نبي الله يونس عليه السلام حينما كذّب به قومه وعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام وخرج من عندهم قبل أن يأذن ﷲ له، فركب سفينة فلعبت بها الأمواج حتى كادت تغرق، فاتفقوا على أن يلقوا أحدهم لتخفّ السفينة، فوضعوا قرعة، فوقعت على يونس، فألقى بنفسه، فابتلعه الحوت بأمر الله، ثم أنجاه ﷲ، أما قومه فإنهم لما عاينوا بوادر العذاب تابوا وجأروا إلى ﷲ فغفر لهم ونجاهم.