استطاعت المملكة العربية السعودية بعد نصف قرن تقريبا تحويل الشركة العربية الأمريكية للزيت أرامكو إلى شركة سعودية بالكامل في العام 1980م على مستوى الاستحواذ الكامل للحصة السوقية للشركة، وفي العام 1988م تم تعديل اسم الشركة بمرسوم ملكي إلى شركة الزيت العربية الســـــعودية (أرامكو السعودية) وكانت هذه الخطوة المباركة أولى خطوات فك الارتباط بالولايات المتحدة الامريكية ، وبعد سبعة وعشرين عاما وفي صباح يوم الخميس 26 مارس 2015م استيقظ العالم على خبر بدء عملية عسكرية سميت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها من الدول العربية والاسلامية استجابة لطلب من الرئيس اليمني عبد ربه هادي لإيقاف التوسع الغير شرعي للحوثيين وعلى عبدالله صالح ومحاولتهم الانقلاب على الحكومة والسيطرة على البلاد ، وكانت هذه الخطوة التالية على أرض الواقع على المستوى السياسي والعسكري التي تؤكد فيه المملكة فك الارتباط بالولايات المتحدة الامريكية وأنها قادرة بإذن الله على تولي زمام الأمور بكل حزم وعزم واقتدار ، ليعقب ذلك خطوة على هذا المسار رحب بها العالم الاسلامي وأيدتها بعض الدول الصديقة حيث أعلن في مدينة الرياض في 15 ديسمبر 2015م تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الإسلامية كباكستان وتركيا ومصر وواحد وثلاثين دولة إسلامية بالإضافة لأكثر من عشر دول إسلامية مؤيدة، وستتخذ الإجراءات اللازمة للانضمام للتحالف ومنها إندونيسيا ، وتم بالفعل تحويل هذه الرؤية إلى واقع في وقت وجيز وبدأت أولى ثمار هذا التحالف بإقامة مناورات رعد الشمال بمشاركة عشرين دولة على الحدود الشمالية للمملكة.
ليكتمل عقد التكامل بدعم الصناعات العسكرية والتوجه للتوسع في تطوير هذا النوع من الصناعة لينتقل من مرحلة الصيانة وإنتاج بعض المعدات الخفيفة إلى صناعة الأسلحة الثقيلة وقطع الغيار وتصنيع الذخائر وتطوير صناعة الطائرات الحربية والذي بدوره سيخفف العبء على الانفاق في هذا المجال وينوع مصادر الدخل لدى الدولة.
كما وأن تجنيد أعداد كبيرة من أبناء الوطن في السلك العسكري بدوره ساهم وسيساهم في تشكيل قوة عسكرية وطنية مدربة على أحدث وسائل التقنية في المجال الحربي والتي اكتسبت خبرات عملية في عاصفة الحزم كأصعب تجربة تمر بها الجيوش نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية في الحدود بين المملكة واليمن.
وبإذن الله سيعقب ذلك خطوات اقتصادية وسياسية تدعم فك الارتباط بأمريكا والشواهد التي تدل على ذلك كثيرة وفي أوقات متقاربة جدا.
بقي أن يلتف المجتمع حول بعضه ونتفوق على أنفسنا ونثق بأننا نستطيع أن نتجاوز الغرب في كل مجالات الحياة بالعودة إلى الله ، ثم بالالتفاف حول قيادتنا الحازمة والرشيدة وترك ما يجب تركه في هذه المرحلة المهمة من انقسامات فكرية أو اجتماعية أو غير ذلك ، لأن التاريخ سيسجل هذه المرحلة بمداد من ذهب لكل مواطن في هذه البلاد سواء كان مسئولا كبيرا أو صغيرا أو حتى مواطن حمل هم وطنه وأدى واجبه بما يرضي الله ودافع عن وطنه كلا حسب استطاعته ، وكذلك سيسجل في صفحاته السوداء من تقاعسوا عن حمل الأمانة وضيعوها أو أولئك الذين لهم أياد خبيثة في زعزعة أمن هذه البلاد وإثارة الفتن وتقسيم المجتمع كما سجل التاريخ لأمثال هؤلاء في بعض الدول ودوَّن أسماءهم كرموز للخيانة والتواطؤ لتلعنهم أجيالهم القادمة حتى تقوم الساعة .