قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة إن الأسابيع القريبة من الاعتدال الربيعي تعتبر أفضل وقت في السنة لرؤية الضوء البروجي، أحد أروع وأجمل المناظر في السماء بداية الليل بسماء الوطن العربي وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
القمر هذا الأسبوع سيكون موجودًا في سماء الفجر تاركًا سماء المساء مظلمة، وبشكل عام يعتبر وقت اقتران القمر القريب من الاعتدال كما سيحصل يوم الأربعاء الثاني من مارس المقبل هو الوقت الذي يمكن فيه رؤية الضوء البروجي بشكل أفضل بعد غروب الشمس بحوالي 80 إلى 120 دقيقة، حيث يرصد بالعين المجردة لمدة ساعة تقريباً بدون الحاجة لاستخدام معدات رصد خاصة من المناطق الصحراوية وليس من البيت، لأن أضواء المدن تطمس الأضواء الطبيعية في السماء.
الضوء البروجي توهج أبيض خافت هرمي ضبابي ليس له لون وردي على عكس لون السماء الأحمر عند الغروب الناتج عن تبعثر ضوء الشمس بسبب الغلاف الجوي حول الأرض ويمتد من نقطة غروب الشمس، ويجب عدم الخلط بينه وحزام درب التبانة المرصع بالنجوم الذي يشاهد بالأفق الشمال الغربي.
إن أصل الضوء البروجي تسبب في حيرة علماء الفلك لعدة قرون، ولكن نعلم الآن بأنه يتشكل خارج الغلاف الجوي للأرض ومنشأه المريخ، حيث تتسرب العواصف الترابية العملاقة على الكوكب الأحمر إلى الفضاء، وتملأ مستوى النظام الشمسي بحبيبات صغيرة، يمكننا رؤية هذا الغبار بالعين المجردة لأنه ينثر ضوء الشمس، مما ينتج عنه التوهج الهرمي.
تعتبر أشهر فبراير ومارس وأبريل هي أشهر جيدة لرؤية الضوء البروجي، لأن مستوى النظام الشمسي يكون في وضعية عمودية فوق الأفق تقريبًا بعد غروب الشمس، مما يعرض الضوء الهرمي بالكامل.
جدير بالذكر بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية يحدث لديهم العكس حيث أواخر الشتاء وأوائل الربيع (أغسطس وسبتمبر وأكتوبر) هي أفضل وقت لمشاهدة الضوء البروجي في المساء، اما الآن (فبراير، مارس، أبريل)، يرصد الضوء البروجي بالأفق الشرقي قبل الفجر في ذلك الجزء من العالم.