قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة: إن كوكب الزهرة سيصل صبيحة يوم الاثنين 21 مارس 2022 إلى استطالته العظمى الصباحية (أقصى مسافة) بزاوية 47 درجة غرب الشمس، وهي أفضل فرصة لمشاهدة الكوكب بالعين المجردة.
وتفصيلاً، وأوضح "أبو زاهرة" أن كوكب الزهرة سيُرصد قبل شروق الشمس ببضع ساعات بالأفق الجنوبي الشرقي؛ وسيبدو للعين المجردة كقطعة من الألماس براقة معلقة بقبة السماء؛ إذ يبلغ لمعانه (- 4.5)، وعند رؤيته عبر خلال التلسكوب سيكون قرصه مضاء بنسبة 50 % بنور الشمس؛ وسيظهر الخط الفاصل بين الجانب المضاء بنور الشمس والجانب المظلم من الكوكب بشكل مستقيم تمامًا، ويقسم الزهرة إلى نصفين.
وتابع: إضافة لذلك يُرصد أيضًا كوكبا زحل والمريخ، وسيظهر الثلاثي قريبًا جدًّا من بعضها، وستستمر في الاقتراب أكثر حتى نهاية الشهر، وسيبدأ كوكب الزهرة بعد ذلك في الابتعاد، ويستعد زحل والمريخ للاقتران في بداية إبريل المقبل.
وأشار إلى أن مدار الزهرة أقرب إلى الشمس من مدار الأرض بشكل عام؛ وهو ما يعني أنه يظهر دائمًا بالقرب من الشمس، ويضيع في وهجها معظم الوقت.
وأضاف: يمكن رصد الزهرة لبضعة أشهر في كل مرة يصل فيها إلى أقصى زاوية تفصله عن الشمس (الاستطالة العظمى)؛ إذ يكون الكوكب ساطعًا؛ وهو أدى إلى أن يُطلق عليه نجمة الصباح أو نجمة المساء.
وقال "أبو زاهرة": إن هذه الحالات تتكرر مرة كل 584 يومًا تقريبًا، وتحدث بالتناوب في سماء الصباح والمساء اعتمادًا على ما إذا كان كوكب الزهرة موجودًا شرق الشمس أو إلى الغرب، فعندما يكون الكوكب في الشرق من الشمس يمكن رؤيته في وقت مبكر من المساء، وعندما يوجد إلى الغرب من الشمس يُشاهَد قبل شروق الشمس بوقت قصير.
وبيّن رئيس فلكية جدة أنه خلال كل ظهور يصل الزهرة إلى أقصى مسافة فاصلة عن الشمس بنحو 48 درجة، ومع ذلك تكون بعض أوقات السنة أفضل لمشاهدة الكوكب. فمحليًّا يصل ذروة ارتفاعه بين 32 درجة و48 درجة فوق الأفق عند شروق الشمس خلال كل ظهور صباحي اعتمادًا على الوقت من العام.
وأردف: خلال ظهور كوكب الزهرة في عام 2022 بلغ ذروة ارتفاعه عند 33 درجة فوق الأفق عند شروق الشمس في 27 فبراير الماضي؛ ويرجع هذا التباين على مدار العام إلى ميل مسار الشمس الظاهري نحو الأفق.
واختتم بالقول إنه عند حدوث أكبر زاوية للزهرة تفصله عن الشمس يكون ذلك على طول خط مسار الشمس، ولكن في أوقات مختلفة من العام يلتقي مسار الشمس مع الأفق بزوايا مختلفة عند شروق الشمس، وهذا يعني أن الزهرة يظهر على ارتفاعات مختلفة فوق الأفق في أوقات مختلفة من العام، حتى لو كانت الزاوية التي تفصله عن الشمس هي نفسها.