خلف الحربي.. في الوقت المناسب

خلف الحربي.. في الوقت المناسب
تم النشر في

لربما كان التلفزيون عبر مسلسل "سيلفي" على إم بي سي، هو موسم القطاف الأكثر طرحاً وخيراً بالنسبة إلى خلف الحربي، لأنه دخل إليه في وقت متأخر، بعد أن أصبح ناضجاً عبر ألوف المقالات التي شكلت شخصيته في تشخيص حالاتنا . مقالات في بعض جملها قد تصبح فيلماً أو مسلسلاً ، مثلما كتب قائلا " في دمشق، بغداد، طرابلس، وصنعاء، اصبح القبر عقاراً" . كما أنه فلسف خطاب الكراهية والحراك الإجتماعي الذي يقودنا إلى الوراء بقوله:" حين يصطدم العنصري بالعنصري المضاد، تتساقط على الرصيف روابط الجيرة والصداقة والزمالة وتنتصر الأوهام". وهو يرى فيما يرى أيضا أن " الجانب الإيجابي من عمليات تكسير الاعواد والكمنجات ، زيادة في أرباح محلات بيع الأدوات الموسيقية " . وفي مفارقة درامية، يظهر خلف في سوق "المبادئ" من خلال سؤال مؤيدي بشار الأسد الذين يقصفون المستشفيات بالبراميل المتفجرة، سؤالا واحدا : مع من تقف أنت ؟ مع البرميل المتفجر أم المستشفى ؟ ورغم بساطة السؤال، إلا أنه يكشف كم أن الكوميديا هي أكثر وسيلة تجعلنا عرايا ومن ثم تكسونا من جديد ، خاصة عندما يكون الأمر من باب السهل الممتنع، مثلما لاحظ خلف أن وزارة المياه أكثر هدرا للمياه من المواطن لأنها تهدر الامطار بعدم تخزينها في مشاريع حفر الآبار، فتغرق المواطن بالسيول وبـ"الفاتورة". وكي تفهموا خلف أكثر، ابحثوا في غوغل عن مقال " حديقة الحيوانات المهجورة" ! ، حينها سوف تؤمنون تماما بأن : خير "خلف الحربي" لخير خلف .

خلف الحربي في داخله عشرون سنة من الكوميديا التي تؤلمه كي يضحكنا، كان يطعمنا الكثير من"المرايا" كي يرى ما في دواخلنا. في مقالاته التي صنعته راصداً لأحوال السعوديين، جعلت منه متنبئاً كما شاهدنا في حلقات كثيره من سيلفي كتبها أو قبلها وآمن بها لعل آخرها حول "داعشي" يقتل والده، وفي اليوم التالي، اختلط الأمر علينا، ولم نصدق حقيقة أن شقيقين قاما بقتل أمهما ومحاولة قتل والدهما وأخيهما في اليوم التالي من الحلقة ,, أنا مؤمن أنها ليست مصادفة بمعناها المجرد بل هي القدرة العالية التي اكتسبها هذا الرجل من خلال مران فكري شعبي حقيقي جعله قادرا على التوقع.

عندما تجلس مع خلف تشعر أنه ليس معك في ذات المجلس تراه يفكر دائما وربما يبتسم لوحده كالمجنون لأنه وجد فكره,,,أضحكت عقله,, وللحق فإن ما يحدث لصالحنا جميعا لأن هذا الرجل جاء إلى إم بي سي في الوقت المناسب ,, وتقاسم الهم مع ناصر القصبي في الوقت المناسب .. وكونا هذا الثلاثي مع المبدع اوس الشرقي في الوقت المناسب ,, وأرجو أيضا أن يكون هذا المقال في الوقت المناسب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org