عبر تجربة شخصية يشكو الكاتب الصحفي محمد المرواني أنه ذهب بابنه المريض إلى مركز صحي الحيِّ في المدينة المنورة، وبعد قياس العلامات الحيوية، أخبرته موظفة الاستقبال أنه ممنوع الكشف لدى الطبيب، لأن حرارته عادية، وعليه الانتظار حتى ترتفع حرارة الابن ويشتد مرضه، مبديًا دهشته مما حدث، ومطالبًا بأن يُقدَّم العلاج بمراكز الطوارئ بالمستشفيات، وبالأخص ليلاً دون شروط تعجيزية، حسب الكاتب.
وفي مقاله "للصحة.. مع التحية" بصحيفة "المدينة"، يقول المرواني: "من تجربة شخصية مع مركز صحي حيِّنَا بالمدينة المنورة، أجد أن هناك قصورًا فيما يُقدَّم من خلاله، نظراً لوجود تعليمات يَظن مَن وضعها أنه لا توجد حالات طارئة تتجه للمركز، لأنه لا يشعر بالحالة الحرجة للمريض الذي يراجعه؛ ليتم تقديم الخدمة اللازمة له، سواء كانت الحالة خفيفة يمكن إدراكها بالعلاج، أو صعبة يتم تحويلها للمستشفى المختص.. وقد تذهب للمستشفى، فتجد المواعيد بعيدة، ومن هنا يمكن أن تسوء حالة المريض، أو يصعب علاجه فيما بعد، أو ربَّما يموت وهو ينتظر العلاج الذي لم يصل بعد".
ويروي "المرواني" قائلاً: "كان ابني مريضاً بالأمس، فذهبتُ به إلى مركز صحي حيِّنَا، فأُعطيتُ ورقة لقياس العلامات الحيوية، وماذا بعد؟!، موظفة الاستقبال تقول: ممنوع الكشف لدى الطبيب، لأن حرارته عادية، وعليك الانتظار إلى الغد حتى ترتفع حرارته ويشتد مرضه، ثم تُقاس حرارته ويُمنَح العلاج، وكأننا نبحث عن علاج بدون مرض، أو لدينا وقت فراغ نريد من خلاله قضاء الوقت في مراجعة المركز الصحي أو المستشفى.. لدي ارتباطات بالسفر، ولم أستطع الذهاب بابني للمركز الصحي بعد أن عانى من ليلة صعبة.. ولو تم عرضه على الطبيب في حينه، لربما تم تدارك الحالة من بدايتها، وكُتِبَ العلاج الذي تُوفِّره الدولة -أيدها الله- للمرضى مجاناً، بدون منَّة، والشفاء بيد الله".
ويعلق "المرواني" قائلاً: "الخدمات الصحية في بعض المراكز الصحية بالمدينة المنورة تحتاج إلى إعادة نظر فيما تُقدِّمه للمواطن، ويجب أن يُقدَّم العلاج بمراكز الطوارئ بالمستشفيات، وبالأخص ليلاً دون شروط تعجيزية؛ ربما يُراد بها تنظيم العمل، ولكن النواحي الإنسانية يجب أن تكون لها أولوية بكل الأحوال، فمَن يصل هنا، ربَّما لا يستطيع أن يصل هناك.. هل من المعقول أن ننتظر موعدًا لطفل لقياس سمعهِ والتأكد من حالته، لشهور؟!. أرجو أن تتفاعل صحة المدينة مع هذه الشكوى، فأبناء طيبة الطيبة صحتهم أمانة في أعناقهم".
وينهي الكاتب مؤكدًا أنه: "مثلما هناك بعض القصور، فإن هناك أيضاً بعض الإيجابيات، فمركز القلب مثلاً واجهة مضيئة لمنطقة المدينة المنورة، وهناك أيضاً تحسُّن ببعض المرافق الصحية الأخرى، ولكن ما يؤلم حقيقةً، أن باستطاعتنا الأفضل، ولكننا نُقصِّر في تقديمه".