"فيديو حذاء المسنة" وأسرة عرعر.. قصص إنسانية لمتطوعين في خدمة الحجاج

إرشاد ورعاية صحية وإنقاذ حياة.. و"الفهيد": أجواء مليئة بالنشاط والألفة والترابط
متطوعون خدمة ضيوف الرحمن
متطوعون خدمة ضيوف الرحمن

يتوافد المتطوعون لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، ضاربين أروع الأمثلة في الإنسانية وحب الخير والبحث عن مرضاة الله في تيسير أمور الحجاج لأداء عبادتهم؛ ولهذا لا تخلو قصص التطوع من المواقف الإنسانية الملهمة.

تطوعات الرعاية الصحية

ومع بدء موسم الحج لهذا العام، باشر 200 شاب وشابة، أعمالهم التطوعية الميدانية في المسجد الحرام، والمتضمنة الإسعافات الأولية والتوعية الصحية وأعمال الترجمة للفريق الطبي للغات الدارجة والأكثر استخدامًا في الحج؛ لتسهيل عملية التفاهم بين المريض والطاقم الطبي، حيث يهدف البرنامج التطوعي الصحي إلى تهيئة فرص منظمة لمنسوبي القطاع الصحي للتطوع وخدمة المجتمع، وتقديم رعاية صحية أفضل لضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمساهمة في دعم القوى العاملة للشؤون الصحية بمكة المكرمة.

وعلى صعيد المتطوعين في المجال الصحي، فإن الإجراء المتبع للتعامل مع الحالات التي يتم مباشرتها، يتمثل في قياس ضغط الدم وتقديم الإسعافات الأولية، وتضميد الجروح، والدعم النفسي، والتوعية والتثقيف الصحي، وذلك بالتكامل مع الخدمات الصحية داخل الحرم، والتعاون للعمل على تسهيل الدعم الصحي لحجاج بيت الله الحرام.

أسرة في منفذ عرعر

ويبرز اسم السيدة عبير الرويلي التي يشاركها ابناها محمد ووليد فيصل العنزي 17 و15 سنة في خدمة ضيوف الرحمن في منفذ جديدة عرعر، حيث خطفت الأنظار بفضل حرصها على توفير كل الدعم اللازم للحجاج؛ من أجل تأدية العبادة في أفضل الظروف.

ومن جهتها، تؤكد "الرويلي" أنها تسعى لإظهار الصورة المشرقة لأبناء هذا الوطن المعطاء، وإبراز الوجه المشرق للمتطوعين السعوديين الذين يستشعرون عظم المسؤولية لخدمة ضيوف الرحمن، موضحةً أنها تحرص على إدخال أبنائها في المجال التطوعي؛ لتعزيز روح البذل والمساعدة والعمل بروح الفريق الواحد وخدمة الوطن في شتى المجالات، بما يسهم في تعزيز المواطنة الصالحة لديهم لتعزيز ثقافة العمل التطوعي ودعمه من أجل استمراريته وتطويره واستدامته لما فيه الخير للوطن والمجتمع وليكون وجودنا في هذا الوطن أجمل بتقديم ما هو أفضل.

ارتداء الحذاء

وقبل أيام قليلة، حصد أحد المتطوعين لخدمة الحجاج إشادة واسعة بعدما انتشر له مقطع فيديو وهو يقدم المساعدة إلى حاجة عراقية في موقف إنساني نبيل، حيث ظهر المتطوع وهو يساعد السيدة المسنة في ارتداء حذائها أثناء وصولها إلى منفذ جديدة في عرعر، ليشيد الجميع بموقفه وتواضعه من أجل خدمة السيدة.

وبنفس الصورة تكرر الأمر في العام الماضي، حينما انتشرت لقطة إنسانية وعفوية لمتطوعة في المسجد الحرام تسارع بمساعدة امرأة مسنة وربط حذائها وذلك خوفًا عليها من السقوط بسببه، لتحظى تلك اللقطة بإشادة كبيرة من قبل المتابعين، والذين عبّروا عن إعجابهم بالشباب والشابات السعوديين المحبين للخير والعمل التطوعي الذين يجسدون نماذج متميزة في الإنسانية وكرم الأخلاق، سائلين الله أن يحفظهم ويبارك في جهودهم ويحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها وحكومتها الرشيدة.

إنقاذ حياة في حادث تدافع

وقبل سنوات، تحدثت الشابة إيلاف الشريف، إحدى المشاركات في برنامج الحج التطوعي بجامعة أم القرى، عن تجربة إنسانية لا تُنسى مرّت بها أثناء تطوعها لخدمة الحجاج، حيث أوضحت أنه لا يزال هناك العديد من الأمور العالقة في ذاكرتها، إلا أنها تذكر بتأثر شديد حادث التدافع بمنى في عام 2015، والتي كانت التجربة الأولى لها في التطوع، ولم يكن لديها الخبرة الكافية حينها للتصرف مع الموقف إلا أن هول المفاجأة وضعها في موضع المسؤولية، "كنت أعرف وقتها الأساسيات كإنعاش القلب الرئوي وتركيب الأكسجين وقياس الضغط وتلقائيا بذلت كل ما في وسعي مع المصابين"، بحسب تعبيرها.

وأوضحت أنها تعرضت لموقف إنساني مهول كان السبب في حرصها كل عام على التطوع في موسم الحج، حينما حضر إليها أحد الأبناء يصطحب أمه التي كانت تحتضر من هول المفاجأة وشدة التدافع ويطلب منها إنقاذها، موضحة أنها كانت سببًا في إنقاذ الأم وعودتها إلى الحياة مرة أخرى، "شوفت الفرحة في عين الابن، وحسيت يومها بقيمة التطوع اللي بنقدمه للحجاج".

الحجاج التائهون

أما الشاب ماجد الزهراني فيعد واحدًا من أبرز وجوه المتطوعين المعروفة؛ حيث يحرص عامًا بعد الآخر على تنظيم الحجاج وإرشادهم بمشعر "منى" ومساعدتهم على العودة إلى خيامهم سالمين، كما يساعد مع فرق الكشافة أيضًا في تفويج الحجاج إلى مكان رمي الجمرات، ثم إعادتهم إلى خيامهم مرة أخرى.

رسالة إنسانية

وقبل أعوام قليلة، وجّه الدكتور عبدالعزيز بن فهد الفهيد عميد السنة التحضيرية والدراسات المساندة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، رسالة إنسانية حازت على اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، بعدما تحدث خلالها عن تجربته في العمل التطوعي لخدمة حجاج بيت الله الحرام.

ويروي "الفهيد" تجربته مع التطوع مع هيئة الهلال الأحمر في موسم الحج قائلًا: كانت لدي رغبة شديدة في تزكية وقتي وعملي من خلال القيام بعمل تطوعي لوجه الله، وقد سنحت لي الفرصة في أن ألتحق بالعمل مع فرق التطوع في أقدس بقاع الأرض وخدمة ضيوف الرحمن، وكان من الضروري توثيق هذه التجربة ليستفيد الآخرون.

وأضاف: "أعجبني وجود نظام إلكتروني متطور للمتطوعين لدى هيئة الهلال الأحمر السعودي من جميع الفئات وفق آلية واضحة تنظم العمل التطوعي بطريقة احترافية، بدءًا من استقطاب المتطوع مرورًا بتجربة التطوع وحتى وداع المتطوع وإنهاء المهمة التي استقطب من أجلها".

ويصف "الفهيد" أجواء العمل مع الفرق التطوعية للهلال الأحمر: "لقد كانت أجواء العمل مليئة بالنشاط والألفة والترابط والتعاون بين المتطوعين، رأيتهم بعيني وهم يقفون متفائلين مبتسمين رغم بعض التحديات والعقبات، يبادرون بالعمل وتقديم المساعدة وكأنهم يعملون مع بعض منذ فترة طويلة، وهو ما يعكس الأثر الإيجابي للعمل التطوعي على الجميع".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org