نزع السياح السعوديون في تركيا الخوف من نفوسهم، جراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها أنقرة مساء أمس، وقرروا التفاعل مع الأحداث والتعاطي معها بأشكال مختلفة متعددة، تجعل من وجودهم في تركيا أثناء حادثة الانقلاب، ذكرى فريدة، يتعايشون معها ويتباهون بها أمام الأهل والأصدقاء عند عودتهم إلى أرض الوطن، غير مكترثين بالتحذيرات التي أطلقتها السفارة السعودية في أنقرة ودعوتهم بالبقاء في منازلهم والتواصل مع السفارة إذا دعت الضرورة.
ورصد سياح سعوديون مشاهد من الانقلاب العسكري، في مقاطع فيديو تختزنها جوالاتهم، لإرسالها على الفور إلى ذويهم في المملكة، وتعمد البعض التعليق على تلك المقاطع بأصواتهم، في شرح مفصل عن مراحل حادثة الانقلاب ووقوف الشعب التركي ضدها، إلى أن فشلت.
والتقطت كاميرا جوال سائح سعودي في تركيا، مدرعة تابعة للجيش التركي، يقودها أحد الانقلابيين في طريقه نحو أحد الأماكن المستهدف السيطرة عليها، ولكن مواطنين أتراكا وقفوا أمام المدرعة، ومنعوها من السير نحو هدفها، وهو ما نال إطراء السائح السعودي في تعليقه على المقطع، واصفا الشعب التركي بأنه "كفو كفو".
ومن شرفة الفندق الذي يسكن فيه، أراد سائح سعودي أن يرسل برسالة اطمئنان إلى ذويه في المملكة، يخبرهم فيها أنه بخير، وأنه لا يبالي بأحداث الانقلاب ولا تؤثر فيه، فالتقط عدة صورة رصد فيها بعض مشاهد العنف، وبعث بها إلى أصدقائه وأهله، مصحوبة بتعليقات لا تخلو من سخرية على محاولة الانقلاب الفاشلة.
ورفض سائحون سعوديون مغادرة تركيا، بعدما أعلنت السلطات فشل محاولة الانقلاب، ورأوا أن الأمر لا يستدعي مغادرة البلاد، وقطع برنامج الإجازة، مشيرين إلى أن محاولة الانقلاب لم تسبب لهم أي خوف يجبرهم على مغادرة البلاد.
وتحتضن تركيا سنوياً ما يقارب 400 ألف سائح سعودي ؛ حيث يرون في تركيا مكانا ملائما للسفر والسياحة والترفيه الآمن، بعد تراجع نسبة السياحة إلى بعض البلاد العربية، بسبب الأحداث السياسية الساخنة هناك، مثل سوريا ولبنان ؛ حيث بلغ عدد السياح السعوديين في تركيا العام الماضي (2015) ـ بحسب إحصاءات رسمية ـ نحو 450 ألف سائح.
ونشر الحساب الرسمي للسفارة السعودية في تركيا عبر "تويتر"، بياناً يعلن فيه مستجدات الأوضاع بالنسبة للسعوديين المقيمين بتركيا ، وأكدت السفارة أنها لم تتلق أي بلاغ أو شكوى لتعرض مواطنيها للخطر، ونبهت على جميع المواطنين بضرورة البقاء في مقار إقامتهم، حتى تتضح الرؤية والابتعاد عن أماكن التجمعات والإزدحام، والتواصل مع السفارة والقنصلية عند الحاجة.
وتفاوت تعامل السياح السعوديين في تركيا مع حادث الانقلاب العسكري، ففيما قرر البعض تجاهل كل مراحل هذه المحاولة، والتزام مقار الإيواء التي يقيمون فيها، حتى اتضاح الرؤية، قرر البعض الآخر النزول إلى الشوارع، ومتابعة الأحداث على أرض الواقع لحظة بلحظة، وتوثيقها والاحتفاظ بها للذكرى، يقصون فصولها على أصدقائهم وأقربائهم عندما يعودون إلى أوطانهم، وعلى الجانب الآخر، لم يشعر بعض السياح السعوديين البعيدين عن الأحداث بحادثة الانقلاب، إلا اليوم عبر وسائل الإعلام.
يشار إلى أن تركيا شهدت مساء أمس، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ؛ حيث سيطر فصيل من الجيش على مبنى الإذاعة والتلفزيون وبعض وسائل الإعلام، وأعلن الأحكام العرفية، وحظر التجوال في البلاد، بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي تمسكه بالسلطة والشرعية، وحتمية فشل تلك المحاولة.