قال الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة العليا المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات، أن مشروع قطار الرياض أنجز حالياً أكثر من 33 بالمائة من إجماليّ أعماله، وأضاف: "وقعنا اليوم اتفاقية لتوطين الوظائف في المشروع، سواءً في مرحلة الإنشاء أو التشغيل، و-بإذن الله- سنبدأ منذ هذه اللحظة في إكمال كافّة الإجراءات والترتيبات التي توفّر للمواطن السعودي الفرص الوظيفيّة التي يستحقها، ونحن نطمح أن تُدار جميع مشاريعنا بكفاءات سعوديّة فحينها ستكون بأيدٍ أمينة".
وفي تصريح أمام وسائل الإعلام، أشار سموهّ إلى أن ما حققه مشروع قطار الرياض يبعث على الاطمئنان، مبيناً أن المشروع أنجز حالياً أكثر من 33 بالمائة من إجماليّ اعماله، وقال: اطلعنا اليوم على إنجازات حققها المشروع بحمد الله، وعلى رأسها ما حققته آلة حفر الأنفاق "ظفرة" من أنجاز مهمتها ووصولها إلى الموقع المحدد قبل الموعد المتوقّع، بعد أن كانت قد انطلقت من ميدان قاعدة الملك سلمان بمدينة الرياض قبل عام تقريباً، والآن تنتهي من أعمالها بعد أن أدت عملاً جيداً وجاداً.
وأوضح سموه أن الكفاءات الوطنيّة العاملة في مشروع النقل العام بمدينة الرياض تؤكد بأن المملكة تمتلك شباباً لديهم كافّة مقومات النجاح، ويمنحون وطنهم الجهد الكافي لتحقيق الإنجازات الكبرى في المشاريع التنموية الرائدة، وقال: المشروع يتمتع بمستوى عال من معايير السلامة والأمان، فبحمد الله لم يتعرض أي من العاملين في المشروع لأي أذى منذ انطلاقه، فهو من المشاريع الرائدة التي تحظى برعاية كريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، الذي خطط وأنجز لمدينة الرياض الشيء الكثير، كما يحظى المشروع باهتمام من سمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، حفظهما الله، وهو ما يعطينا الطمأنينة والحافز للاستمرار في الإنجاز بمشيئة الله.
وأضاف سموه: "وقعنا اليوم اتفاقية لتوطين الوظائف في المشروع سواءً في مرحلة الإنشاء أو التشغيل، وبإذن الله سنبدأ منذ هذه اللحظة في إكمال كافّة الإجراءات والترتيبات التي توفّر للمواطن السعودي الفرص الوظيفيّة التي يستحقها، ونحن نطمح أن تُدار جميع مشاريعنا بكفاءات سعوديّة فحينها ستكون بأيدٍ أمينة.
وأكد سمو أمير منطقة الرياض أن تفاعل المواطنين مع المشروع، يُعد ركيزة رئيسة مكّنت العاملين في المشروع من مواصلة العطاء بمستويات متميّزة سهلت تحقيق الإنجازات بحمد الله، معرباً سموهّ عن شكره لتحمل سكان الرياض المشاق خلال مرحلة الإنشاء، مبيناً أنه يتطلّع أن يضطلع سكّان المدينة بأدوار كبرى في المستقبل لإنجاح المشروع في مرحلة تشغيله.
وأشار سموه إلى أن مدينة الرياض ستحتضن في المستقبل مشاريع مساندة في قطاع النقل العام، من بينها مشروع تصنيع الحافلات الذي سيقام في إحدى المدن الصناعية في المنطقة، وقال سموهّ: بهذه المناسبة أسجل شكري لزملائي في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الذين عملوا بجد وإخلاص لإنجاز المشروع بشكله الحالي، وأرجو أن تقوم الهيئة برصد أسماء من عملوا في المشروع على كافة المستويات ومن جميع الجنسيات، فهذا مشروع ضخم يعد أعلى المعايير والمواصفات العالمية في مجال إنشاء شبكات النقل العام.
تفقد أعمال نفق المسار البرتقالي
وفور وصول سموهّ إلى موقع انطلاق آلة الحفر "جزلة" بجوار إستاد الأمير فيصل بن فهد بحي الملز على المسار البرتقالي (محور طريق المدينة المنورة)، استمع سموهّ إلى شرح حول التجهيزات والمعدات والتقنيات الحديثة المستخدمة في أعمال النفق، واطلع على إجراءات الأمن والسلامة المعمول بها في المشروع، ونزل عبر مصعد مؤقّت إلى أرضية النفق التي يبلغ عمقها 28 متراً تحت سطح الأرض.
ثم استقل سموهّ ومرافقوه، عربات خاصة إلى داخل نفق المسار البرتقالي ابتداء من المحطة الواقعة جنوب إستاد الأمير فيصل بن فهد، حتى محطة قصر الحكم الرئيسية في وسط المدينة، والذي يضم 8 محطات، وقد بلغ الجزء المنجز من النفق عبر الآلة "جزلة" 2650 متراً بنسبة 51% .
وخلال الرحلة عبر العربة، شاهد سمو الأمير فيصل بن بندر ومرافقوه، عناصر ومكونات النفق، والتي تتكون من قطع الحلقات الخرسانية المحيطة بجدار النفق التي يجري تصنيعها في مصانع خاصة بالمشروع، إضافة إلى تمديدات الخدمات من كهرباء ومياه، وتجهيزات أنظمة الأمن السلامة والتكييف، والسير الآلي الذي ينقل تربة الحفر إلى خارج النفق.
كما توقف سموهّ أثناء الرحلة، عند كل من: محطة القطار المجاورة لمحطة سكة الحديد، ومحطة المدينة الصناعية الأولى بالقرب من تقاطع طريق المدينة المنورة مع طريق الخرج القديم، واللتان اكتملت أعمال حفرهما، حيث شاهد سموهّ لوحات تعريفية بالمحطات، واستمع إلى شرح عن حجمها وتصاميمها وطريقة بنائها وسعتها من الركاب، وأبرز المستفيدين من خدماتها من سكان ومرتادي الأحياء والأنشطة التجارية المجاورة، وما ستتوفر عليه من خدمات ومرافق بعد إنشائها بمشيئة الله.
الاطلاع على مركز الاتصال الموحّد
بعدها انتقل سمو رئيس الهيئة العليا ومرافقوه عبر الحافلات إلى موقع محطة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي على المسار الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز)، حيث استمع إلى شرح عن مركز الاتصال الموحّد الخاص بالمشروع، والذي يشكّل همزة الوصل بين سكان مدينة الرياض ومشروعهم، ومنصة لطرح الآراء والاستفسارات والمقترحات، وتزويدهم بأحدث المعلومات والبيانات حول المشروع. واستقبال الشكاوى والملاحظات حول مختلف عناصر المشروع ومكوناته وأنشطته في كافة أرجاء المدينة، وذلك على الرقم المجاني 19933.
"ظفرة" تنهي المهمة في الوقت المحدد
كما رعى سموهّ احتفال الهيئة العليا بمناسبة اكتمال أعمال حفر الجزء الجنوبي من المسار الأخضر عبر الألة "ظــفــرة، وذلك وفق الخطة الزمنية المحددة في برنامج المشروع والتي بلغت عاماً واحداَ، ووفق أعلى المواصفات والمعايير العالمية في مشاريع حفر الأنفاق العميقة.
وجرى خلال الحفل، عرض فيلم موجز عن رحلة الآلة "ظفرة" التي أنجزت مهمتها بحمد الله، في حفر الجزء الجنوبي من نفق المسار الأخضر بطول 7280 متراً، ابتداء من المحطة الواقعة بجوار دوار القاعدة الجوية، حتى نهاية المسار عند محطة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي مخترقة 6 محطات للمسار، بعمق وصل إلى 30 متراً، وذلك من إجمالي النفق الذي يتشكل منه كامل المسار البالغ 12.9 كيلومتراً.
بعدها قام سمو رئيس الهيئة العليا بضغط زر تشغيل الرافعة العملاقة في الموقع، لرفع رأس الحفار للآلة ظفرة إلى سطح الأرض، تعبيراً عن اكتمال مهمتها في حفر الجزء الجنوبي من المسار الأخضر.
وقد أوشك نفق المسار الأخضر، على الاكتمال في جزأه الشمالي المتبقي بمشيئة الله، وذلك عبر الآلة "سنعة" التي تواصل أعمالها حالياً في حفر هذا الجزء من النفق، وأنهت حتى الآن حفر 4000 متراً من أجمالي الجزء المتبقي من النفق البالغ طوله 4800 متراً.
ويشتمل مشروع قطار الرياض، على سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق ثلاثة مسارات بطول إجمالي يبلغ 47 كيلومتراً، ويتراوح طول الآلة الواحدة، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طناً، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز "جامبو 747" بكامل حمولتها.
اتفاقية مع وزارة العمل للتدريب والتوظيف في المشروع
وخلال الزيارة وقعّ سمو رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والدكتور مفرج بن سعد الحقباني وزير العمل، مذكرة تفاهم بين الهيئة العليا ووزارة العمل، تهدف إلى تعظيم الاستفادة من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات، في تأسيس قطاع النقل العام في المملكة، والاستفادة من خبرات الشركات العالمية العاملة في المشروع في جوانب التدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال النقل العام، وذلك من خلال إعداد خطة للتوظيف والتدريب ضمن المشروع بالتعاون مع العديد من الجهات من بينها: المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، صندوق تنمية الموارد البشرية، شركة كليات التميز، شركة المقاييس السعودية للمهارات.
وتتضمن الخطة أربعة محاور رئيسية للعمل، هي: برنامج التدريب ونقل التقنية ضمن عقود تنفيذ مشروع قطار الرياض، وبرنامج التعاون مع الجامعات، وتكوين منصة موحّدة للتأهيل والتدريب في مجال النقل العام لتغطية احتياجات المشغلين من الكوادر الوطنية المؤهلة، وبرنامج توطين الوظائف والتأهيل ضمن عقود التشغيل والصيانة.
وتقدر حجم فرص العمل الناتجة من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، بأكثر من 23 ألف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة وفي مختلف التخصصات، وتمثل التخصصات التقنية والمهنية الجزء الأكبر من تلك الفرص، ويعتبر مشغلو الحافلات والقطارات الطرف الأبرز في توليد الفرص الوظيفية.
وفي ختام الزيارة، جرى التقاط الصور التذكارية، وغادر سموهّ الموقع.