حوّل المواطن عبدالرحمن بن مبارك الأسمري (54 عاماً) مركبته من طراز جمس 1989م، إلى منزل متحرك يجوب به مدن المملكة، بداخله ينام ويعد طعامه وقهوته العربية التي يكرم بها كل مَن يتوقف بجانبه.
وفي التفاصيل، يقول "الأسمري" وهو عسكري متقاعد من أحد قطاعات وزارة الداخلية برتبة رقيب أول لـ"سبق": "ولدت معي الفكرة منذ 12 عاماً عندما قمت بإلغاء مقاعد مركبتي الجمس موديل 1989م مع إبقاء المقعد الأمامي فقط وتحويل بقية المركبة إلى مطبخ وغرفة نوم وجلسة أحتسي بداخلها قهوتي وأشاهد فيها التلفاز واستقبل بها ضيوفي المارة الذين يشد انتباههم صحن الدش الذي يعتلي سقف المركبة والأبواب المشرعة والمولد الكهربائي وشاشة التلفاز.
وعادة ما يتوقف المارة جوار سيارتي لاستكشاف الأمر ليقابلوا بكرم الضيافة والابتسامة التي لا تفارق محيا المضيف "الأسمري"، الذي لم يمنعه مرض السرطان من مواصلة هوايته ورحلاته المكوكية التي يجوب من خلالها أرجاء الوطن بكل اتجاهاته ليقابل بالترحيب وكرم الضيافة في كل مكان يحط به.
وأوضح أن طبيبه المعالج لحالته الصحية بعد أن أصيب بمرض السرطان وخضع للعلاج الكيماوي نصحه بالاستمرار في ممارسة هوايته واعتبرها جزءاً مهماً من العلاج ومحاربة المرض ما جعله يواصل حياته وتنقلاته التي بدأها منذ سنوات ويكون في معظمها وحيداً، وترافقه الأسرة بين وقت وآخر والذين يتراصون في المقعد الأمامي ويفترش بعضهم الجزء الخلفي من المركبة والمتعدد المنافع.
وكشف "الأسمري"، قصة تجسّد إنسانية الأمير تركي بن طلال أمير عسير، عندما استوقفه وسأله عن أمره وكانت أسرته برفقته ليستضيفه الأمير بمقر إقامته حينها بمحافظة تنومة ويتجاذب معه أطراف الحديث ويطلب منه رأيه عن الخدمات المقدمة بمتنزهات المحافظة ليبدي رأيه وينتهي اللقاء بإهدائه جمس موديل 2019م إلا أنه لم يمكث معه طويلاً.
يقول: قمت ببيعها لسداد الديون المتراكمة عليّ والبقاء على نديمي القديم "جمسي" الأبيض الذي ارتبط بمخيلة الجميع، واعتادوا على مشاهدتها؛ حيث يرونني مرة جاثماً على شاطئ البحر وأخرى بالسهل وثالثة بالجبل".
