قال الدكتور قاسم بن علي قحل، طبيب أكاديمي، إنه لا توجد مؤسسة تجمع بين "صحة العقل والبدن" أهم من الجامعات الأكاديمية التي تؤدي خدمات صحية تبدأ بتدريس طلاب الطب، ومن ثم تدريبهم في برامج صحية تشمل الجانب الباطني والجراحي والوقائي في كل التخصصات، كما تهتم بدراسة المجتمع وصحة الفرد وتقيس وتحدد الأخطار قبل وقوعها وتضع الخطط والمعايير المناسبة لكل مجتمع في تجنب تلك الأخطار.
وأضاف لـ"سبق"، لا يقتصر دور الجامعة في أروقتها، وحسب بل تدير المستشفيات الجامعية وتصل للمجتمع في زيارات دورية وتنشر الوعي الثقافي والصحي العقلي والبدني، وإذا ما قارنت المستويات العالمية في انتشار المخدرات وحوادث السيارات وانتشار الأمراض المزمنة والعقلية بين الدول، لوجدت أقلها في الدول التي تتبنى الجامعات دورًا رياديًا.
وأكد القحل أن المملكة تقف اليوم في مصاف الدول العالمية الأكثر ثباتًا وصمودًا أمام التغيرات العالمية والإقليمية، وهو ما يزيد الإنسان السعودي المسلم حبًا وثقةً في وطنه وقيادته، ولأن الإنسان ركيزة الوطن الأساسية، كانت صحته البدنية والعقلية هي أهم الأولويات".
وتساءل الدكتور قاسم، هل الدور القيادي التعليمي الصحي كتب لهذه الجامعات، وأين هو إن كان قد كُتب؟ وأخص هنا المناطق الجنوبية والشمالية من المملكة التي لا يخفى على أي عامل في الكادر الصحي كيف يعتمد إنسانها على التحويل إلى مدينة الرياض أو جدة وقد أتمت بعض جامعاتها عقدًا من الزمن من إنشاء كلياتها الطبية، ومازالت مستشفياتها الجامعية لا تستطيع مد يد العون في بناء إنسانها سواء خريجوها بتدريبهم فيها أو لمستفيد الخدمة منها".
وأوضح، لقد اكتمل معظم تلك المستشفيات إنشائيًا، لكنها ليست كباقي المباني فتجهيز المستشفى يحتاج إلى طاقم طبي وفني وأجهزة وموارد وتركيبات ومعايير عالمية، أين نبدأ مع تلك الجامعات التي هي الأمل بعد الله في بناء الإنسان وصحته البدنية والعقلية؟.