* استبشر الكثير من السعوديين أخيرًا بخبر إيقاف المذيع المصري (المسيء) إبراهيم عيسى، وإلغاء برنامجه الذي كان يقدمه عبر إحدى القنوات المصرية الخاصة. ورغم تضارب البيانات والتصريحات في البداية بين المذيع والقناة حول ملابسات الإيقاف؛ إذ علله الأول بالضغوطات التي مورست عليه، وعللته القناة بأنه قد جاء بناء على طلب المذيع نفسه لرغبته في التفرغ لأعماله الأدبية.. إلا أن كل ذلك غير دقيق؛ إذ ظهر الخبر الصحيح سريعًا من خلال ما تداوله الإعلام المصري من صدور قرار بإيقاف الإعلامي من جهات عليا بالبلد.
* إبراهيم عيسى لم يكن يترك شاردة ولا واردة إلا ويحاول فيها الإساءة للمملكة وقيادتها، رغم المواقف المشرفة للمملكة مع مصر، التي لا ينكرها إلا جاحد، وكانت كل تلك الإسقاطات والإساءات تمر مرور الكرام دون أن تجد من يوقف المذيع المتجاوز عند حده.. ويبدو أن الرجل قد استمرأ التطاول؛ ليجد نفسه أخيرا يسقط في شر أعماله؛ إذ تجرأ في إحدى الحلقات نهاية العام الميلادي المنصرم، وتجاوز فيما يخص بلده وبعض سياسات الرئيس السيسي؛ ليجد الإيقاف ينتظره مباشرة مع أول أيام العام الميلادي الجديد!
* الأمر المحير حقيقة هو موقف عدد من الإعلاميين المصريين، خاصة في الكثير من القنوات الخاصة؛ إذ درجوا في الآونة الأخيرة على الإساءة للسعودية بشكل غير مسبوق في محاولة لدق اسفين في العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين، لكن الجميل أن الإعلام السعودي تعامل مع كل ذلك بمنتهى التسامي والحلم وضبط النفس؛ إذ لم ينجر لتلك الحملات الغوغائية، ولم يتعامل معها بالمثل، أو ينزل لمستواها المتدني جدًّا؛ وكل ذلك احترامًا لمهنيته، واحترامًا وتقديرًا للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، التي تعتبر في أحوج الأوقات للتكاتف والتعاضد وتوحيد الصف والكلمة. ولعل مما يؤكد فروسية الموقف الإعلامي السعودي ما كتبه رئيس تحرير صحيفة عكاظ مؤخرًا تحت عنوان (الرياض والقاهرة فوق الردح)!