قصة "العَلم الأخضر" في الجامع الأثري بتبوك: حكاية امتدت 68 عامًا.. هنا التفاصيل

"العمراني" لـ "سبق": أهالي الوجه طالبوا الملك بمدفع لرمضان.. وجاء الرد: "الأذان كافٍ"
قصة "العَلم الأخضر" في الجامع الأثري بتبوك: حكاية امتدت 68 عامًا.. هنا التفاصيل

أمر الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – في عام 1350هـ / 1931م بتأسيس (قيادة مفرزة رشاش تبوك). وهذه القيادة العسكرية اتخذت من مباني سكة حديد الحجاز مقرًّا لها من عام 1931م-1955م. وكانت من المهام التي أُنيطت بهذه الفرقة العسكرية (مهمة مدفع المناسبات)، الذي يتم استخدامه حال ثبوت هلال رمضان، وأوقات الفطور والسحور و"الكفاف" أو الإمساك، وأيضًا إعلان ثبوت هلال شوال وصباح يوم العيد.

ويروي الباحث التاريخي عبدالله العمراني لـ"سبق" قصة مدفع رمضان مبينًا أن موقعه القديم في سكة حديد الحجاز بتبوك، وكان يتم التحضير له بجلبه إلى هذا الموقع في يوم 29 شعبان، ونصب خيمة بجانبه، يستقر بها الجندي المسؤول عنه، وقبل عملية إطلاق المدفع يتم جمع الخيش وتقطيعه، ثم وضع البارود داخل أنبوب المدفع، وسدها بقطع الخيش، ثم دكها بقوة حتى تستقر به، ثم يقوم الجندي المسؤول عن مدفع رمضان بانتظار مؤذن الجامع الأثري؛ كونه الوحيد في مدينة تبوك في تلك الفترة، الذي بدوره يصعد إلى منارة المسجد عبر درج مخصص لذلك قبل غروب الشمس، وحينما يحين موعد الأذان يكون ممسكًا بعَلم أخضر، ويشير به إلى الجندي المسؤول عن المدفع، الذي فورًا يقوم بإشعال فتيل المدفع؛ فيثور المدفع محدثًا صوت انفجار قوي، يُسمع دويه في أرجاء المدينة كلها.

وأضاف العمراني: هذه الطريقة تتكرر طوال شهر رمضان، 4 طلقات عند ثبوت هلال رمضان، وطلقة عند الإفطار، وطلقة عند السحر، وطلقة عند الإمساك (الكفاف)، وأربع طلقات للعيد، وطلقة صباح يوم العيد. وفي منتصف الخمسينيات الميلادية أصبحت شرطة منطقة تبوك المسؤولة عن مدفع رمضان. وفي مطلع السبعينيات الميلادية قامت الشرطة بجلب مدفعين أصغر حجمًا عطفًا على أنهما مخصصان للمناسبات، ويتم حشوهما بطلقات صوتية. وتم وضع المدفع الأول في مكان المدفع القديم "سكة حديد الحجاز"، والآخر تم وضعه بالقرب من قلعة تبوك الأثرية. وكل مدفع مسؤول عنه جندي من شرطة منطقة تبوك، ومتى ما أشار لهما مؤذن الجامع الأثري "مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-" بالعلم الأخضر يقومان بإطلاق المدفع طلقة واحدة.

وتابع بقوله: "في عام 1395هـ/ 1975م عندما بدأ العمل على إعادة بناء الجامع الأثري تم نقل المدفع الأول إلى موقع على سكة حديد الحجاز مقابل مصلى العيد القديم بحي المنشية، والمدفع الآخر تم نقله إلى (الهضيبة الكبرى)، حي الحمراء حاليًا. واستمر العمل على مدفع رمضان كوسيلة لإعلان الإفطار والإمساك في مدينة تبوك إلى عام 1418هـ / 1998م".

وختم: "في عام ١٣٦٦هـ/ ١٩٤٧م طلبت مفرزة محافظة الوجه إطلاق مدفع رمضان، فجاء الرد من الملك فيصل عندما كان نائبًا للملك عبدالعزيز (الوجه ما يتحمل المدفع، والأذان بها كافٍ؛ لأنها صغيرة)".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org