قصص وتحديات في رمضان بين الغربة والحنين للوطن والأهل.. مشاعر المبتعثين

قصص وتحديات في رمضان بين الغربة والحنين للوطن والأهل.. مشاعر المبتعثين

بين شوقٍ للوطن وحنين للأهل، تمخرت مراكب الطلبة السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية، عباب الغربة في شهر رمضان المبارك، ملؤها الجد والاجتهاد والتحصيل العلمي والعزيمة والإصرار التي أصبحوا هم وهي صنوان لا يفترقان.

باختلاف عاداتهم الجنوبية والشمالية والنجدية والحجازية والشرقية، تختلف تجاربهم وقصصهم، ولكل منهم حكايته الخاصة، ويظل حنينهم إلى الوطن، وقضاء شهر رمضان المبارك في أحضان عائلاتهم وأحبتهم، رابطاً مشتركاً يجمعهم مع بعضهم البعض.

استعرضت وكالة الأنباء السعودية، مشاعر بعض الطلبة المبتعثين في أمريكا، وشيئاً من حكاياتهم مع رمضان في الغربة، حيث أوضح طالب بكالوريوس تقنية قسطرة القلب والشرايين جامعة ساوث كارولاينا عبدالله المطيري، أن تجربة الصيام في أمريكا مختلفة تمامًا، فهي تخلو من الأجواء الرمضانية المعتادة وجمعة الأهل والأقارب، إلا أنه أكد أن الاجتماع مع الأصدقاء والزملاء في بلد الابتعاث قد ينسي شعور الغربة؛ لذلك نحن في الأندية السعودية نحرص على إقامة أنشطة عديدة ومنها إفطار رمضان.

وأبانت ندى القحطاني - مرشحة دكتوراه في الإدارة العامة بجامعة ولاية بنسلفانيا - أن رمضان في الغربة ليس كرمضان مع الأهل والأصحاب لكنه يظل الشهر المميز بكل شيء، فعند دخول هذا الشهر الكريم نحاول قدر المستطاع صنع أجواء رمضانية بسيطة كتعليق الفوانيس والزينة في منازلنا، وفي وقت الفطور نجتمع مع صديقات الغربة، ونتشارك في إعداد وجبة الإفطار وتحضير الأطباق الرمضانية في محاولة لتعويض "سفرة الأهل" التي نفتقدها.

وقالت: بالرغم من أنني قضيت سنين في الغربة، وفي كل رمضان حكايات عشتها وامتلأت بها ذاكرة غربتي، إلا أنني أتوق شوقًا لصيام رمضان في وطني الغالي وبين عائلتي!.

ويؤكد سامي القرني - طالب ماجستير الأمن السيبراني في جامعة ماري ‏ماونت بالعاصمة واشنطن -، أن في صيام رمضان في الغربة فرصة سانحة للعمل ‏والإنجاز والتركيز على الهدف الذي قدم من المملكة من أجله، مفيداً أنه رغم افتقاد ‏مائدة الإفطار التي تزدان بوجود الأهل والأصدقاء والأقارب وضجيج الجلسات العائلية، ‏وأحاديثهم الممتعة المسلية التي يتخللها مداخلات الأطفال البريئة بين الحين والآخر، ‏إلا أن لها لذة بعد عناء يوم طويل في الدراسة والتعلم والقيام بالمهام الدراسية ‏اليومية.‏

وقالت بشاير الحرازي، مرشحة دكتوراه في الإعلام الرقمي من جامعة وسط فلوريدا في أورلاندو: الغربة صعبة ولكن الهدف سامٍ! أحنُّ -بالتأكيد- إلى الوطن وإلى أصغر تفاصيل رمضان مع أسرتي الصغيرة هناك، ولكن أصدقاء الغربة أهل نجتمع بهم ومع أسرة النادي السعودي في رمضان كلما سمحت لنا الفرصة.

كما أفاد طالب هندسة بترول في مرحلة البكالوريوس في جامعة كولورادو عبدالعزيز خالد الشريم، أن الصيام في بلد غير بلده كان دائمًا صعبًا بالنسبة له، مشيراً إلى أنه رغم مرور السنين في الغربة إلا أن الحنين للموائد الرمضانية في المملكة والتواصل الاجتماعي في رمضان لا يعوض.

وأشار إلى أنه كان هو وزملاؤه من الطلاب يستعدون في بداية كل رمضان للتعاون على إعداد السفرة الرمضانية لهم ولمن يريد المشاركة في كل يوم بما يستطيعون، مؤكداً حرصهم على وجود الجميع على المأدبة، حيث إن وجود من يشاركونك الإفطار والمشاعر يعيدك بعض الشيء إلى روحانية رمضان في السعودية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org