قال حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين: "لقد اختارت البحرين على مدى تاريخها التضامن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة للمحافظة على الدين والعروبة والتعايش والتسامح وحفظ الكيان وحسن الجوار".
لقد صدق ملك البحرين بالفعل؛ فالسعودية طوال تاريخها لم يُذكر أنها اعتدت على دولة، بل تصبر على من يسيء إليها من أجل اللحمة الخليجية والعربية والإسلامية. والبحرين من الدول التي يطلق عليها حكماء الخليج، وهي من أقوي الدول في مواجهة المشروع الإيراني، وتنبهت مبكرًا لهذا الخطر.
حقيقة، المتابع للسياسة السعودية يجد اتزان الموقف، ووضوح الهدف.. وقد تجلى ذلك عبر علاقاتها العربية والإقليمية والدولية، ومن خلال مواقفها التي ما فتئت تعبِّر عن سياسات مستقلة، تأخذ بعين الاعتبار البُعدين العربي والإسلامي كركيزة أساسية في التعامل مع دول العالم المؤثرة في القرار الدولي.
وتقوم سياسات السعودية على أربع ركائز: خليجية، عربية، إسلامية ودولية، ممثلة دوائر اهتمام متصاعد للتعامل حسب مرئيات المواقف وحساسيته وأبعاده الجيوسياسية.
أقول: يجب أن يكون هناك عقلانية لدى السلطات في الدوحة.. وتعلم أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر صبروا كثيرًا على حكومة قطر.
من يقرأ حديث ترامب يجد أنه يؤكد أن قطر لديها تاريخ في تمويل الإرهاب على مستوى عال جدًّا.. والوقت حان لإنهاء هذا التمويل.
لقد أشار إلى أن زمن التستر على قطر قد ولى، ونعيش حاليًا وقت الشفافية والوضوح ومحاسبة ممول الإرهاب.
للأسف، قطر تستمر في الرهانات الخاسرة، بل تصر عليها؛ فبعد أن راهنت على الإخوان وخسرت، وراهنت على الإرهاب وخسرت، وراهنت على الربيع العربي وخسرت، ها هي اليوم تأتي لتراهن على إيران وعلى الأجنبي.. ونعلم جميعًا أنها ستخسر، بل ستذوق الويل من وراء ذلك.
أعجبني تحليل الكاتب عبدالرحمن الراشد عندما قال "قطر أصبحت الآن هدفًا بعد أن كانت تستهدف دول المنطقة، مطمئنة وضامنة أمنها بالاحتماء بالقاعدة الأمريكية، وبروابط مجلس التعاون الخليجي. اللعبة تغيرت".
أخيرًا، أؤكد أن الإجراء الذي اتخذته السعودية وشقيقاتها من الدول العربية والإسلامية يهدف إلى إيجاد الضمانات لحفظ أمنها واستقرارها، ودحر عاديات الشر عنها.