يواجه قادة دول مجلس التعاون طموحات شعوبهم في قمة المجلس الـ 38 التي ستعقد بالمنامة بدءًا من الغد ولمدة يومين وسط الكثير من المتغيرات في الخليج والمنطقة عموماً، حيث يأتي العنوان والسؤال الأهم: هل سيتم إطلاق الخطوات الأولى لـ(الاتحاد الخليجي)؟.
حلم الاتحاد:
الأنظار التي ركزت على موضوع الاتحاد الخليجي انطلقت من تصريح لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وذلك في تصريح مقتضب عقب الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ141، الذي اختتم اعماله في المنامة مؤخرا أنه :"علينا كمنظومة خليجية أن نحافظ دائما على مصالحنا، وأول ما يحقق هذه المصالح هو الاتحاد الخليجي".
هذا فيما قال وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد آل خليفة، أن ملف الاتحاد الخليجي سيكون حاضرا على جدول أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي الـ38 بالبحرين.
أوضاع المنطقة المثيرة للقلق سواء على صعيد يهدد أمن الخليج أو تنامي مخاطر الإرهاب بالإضافة للوضع الشائك في سوريا وموضوع اليمن والعلاقات مع أمريكا والملف الإيراني هي أبرز تحديات القرارات التي ستكون على طاولة المجلس.
الجانب الأخر من الأهمية ويبدو مرتقبا أكثر هو التكامل بين دول المجلس الخليجي وخصوصا وضع الاتحاد الخليجي وتعزيز الشراكة المصيرية وفق خطوات عاجلة وفاعلة.
التحضيرات السابقة ملموسة الأثر بعد أن أقرت في الدورات واللقاءات السابقة برامج عمل مشتركة في العديد من المجالات وبعضها حقق خطوات واضحة في مسارات مثل بعض الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية بين بلدان المجلس.
ملفات عاجلة:
القمة مطالبة بتقديم خطوات قوية على مسار الحلم الخليجي (الاتحاد الخليجي) وكذلك معالجة جوانب في غاية الأهمية مثل التوصل إلى إعلان صيغة موحدة للاتفاق على أمن الخليج من جهة والمنطقة من جهة أخرى. وكذلك الموقف من الوضع السوري، وموضوع ضريبة القيمة المضافة وتعزيز الشراكة من خلال القطاع الخاص خصوصا في ظل الظروف التي نتجت عن تدني أسعار النفط. خصوصا أن تقرير البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤخرا توقع انخفاض النمو في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 2.2 في المائة في عام 2016 مقابل 3.1 في المائة في 2015. إلا انه من المتوقع ارتفاع النمو قليلا بعدما تراجع النمو في دول مجلس التعاون إلى النصف منذ عام 2014 مما يعني أن النمو يرتفع أو يتراجع بسبب النفط.
فرصة التكتل العالمي:
من ناحية أخرى فعمر المجلس الذي تجاوز ثلاثة عقود ونصف وبقدر صعوبة الاتفاق على بعض الجوانب إلا أن المجلس مطالب أكثر من أي وقت مضى بالتأكيد الفعلي بعد الإقرار القولي على أهمية الاتحاد الخليجي وتكوين تكتل قوي قد يكون السادس على مستوى العالم في زمن التكتلات وهو ماسبق وأعلنه صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في افتتاح لجنة الاقتصاد والتنمية الخليجية التي شكلت مؤخرا كواحدة من أبرز رؤى الملك سلمان حفظه الله.
قمة مختلفة:
القمة في تاريخها بدأت في أبو ظبي في مايو 1981، ثم تلتها قمة الرياض نوفمبر 1981، ثم قمة المنامة 1982 ثم قمة الدوحة 1983، ثم قمة الكويت 1984 ثم قمة مسقط 1985، ثم قمة أبو ظبي 1986، ثم قمة الرياض 1987م ثم قمة المنامة 1988، ثم قمة مسقط 1989م ثم قمة الدوحة 1990م ثم قمة الكويت، 1991م ثم قمة أبو ظبي 1992م ثم قمة الرياض 1993م ثم قمة المنامة 1994، ثم قمة مسقط 1995م، ثم قمة الدوحة 1996م، ثم قمة الكويت 1997م ثم قمة أبو ظبي 1998م ثم قمة المنامة 2000م ، ثم قمة مسقط 2001م ثم قمة الدوحة 2002م، ثم قمة الكويت 2002م، ثم قمة المنامة 2004م ثم قمة أبو ظبي 2005، ثم قمة الرياض 2006، ثم قمة مسقط 2008، ثم قمة الرياض الاستثنائية 2009م، ثم قمة الكويت ديسمبر 2009، ثم قمة أبوظبي 2010م، ثم قمة الرياض 2011، ثم قمة المنامة 2012، ثم قمة الكويت 2013، ثم قمة الدوحة 2014، ثم قمة الرياض 2015م . فيما وبدءً نت الغد ستعقد قمة المنامة 2016م.
أوضاع المنطقة:
هذه القمة بلا شك قد تكون أشهر قمة خليجية في تاريخ دول مجلس التعاون بل في المنطقة بأسرها والعالم في حال أقرت دول المجلس تحقيق تطلعات شعوبها بتحقيق الاتحاد الخليجي أو البدء في خطوات ذلك. إذ أن الأوضاع في المنطقة لم تعد حلول ضبط النفس تكفي لردع العديد من الأخطار بل في زمن التكتلات سيكون الاتحاد الخليجي أكثر قوة وسيكون هناك تكتل اقتصادي فاعل يرى العديد من المراقبين أنه لو تم سيحلحل الكثير من الملفات السياسية العالقة. خصوصا أن دول مجلس التعاون الخليجي تتوفر فيها أهم الاشتراطات من التركيبة السياسية المتجانسة والشعوب ذات الدم والعرق والمصالح المشتركة التي يفرضها التاريخ والجوار والجغرافيا سواء السياسية أو الاقتصادية.
كما أن نجاح المجلس في تمرير الكثير من الدراسات والأنظمة والاستراتيجيات التي عززت العمل العسكري تدعو إلى الكثير من التفاؤل للوصول لاتحاد خليجي بمجلس دفاع موحد وقيادة اقتصادية فاعلة ومؤثرة.